جهود أميركية وأوروبية محمومة لثني إسرائيل عن "الانتقام" من هجوم إيران

واشنطن ومجموعة السبع تحضران لفرض عقوبات جديدة على طهران

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبي-الشرق

صعدت الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا من جهودهم لثني إسرائيل عن الانتقام من الهجوم الإيراني، وأجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتصالات بنظرائه في أوروبا والشرق الأوسط لمنع تصعيد النزاع، وسط تهديد تل أبيب بالرد على الهجوم غير المسبوق، وتعهد إيراني بـ"رد أقوى وأقسى" على أي ضربة انتقامية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الدول الغربية تستعد لفرض عقوبات على طهران، وسط مساع لمنع تصعيد الوضع إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، وفق "فاينانشيال تايمز".

وأشار بلينكن إلى أن واشنطن تنسق رداً دبلوماسياً للسعي لمنع التصعيد، فيما قال سوناك إن "مجموعة السبع" تعمل على إجراءات دبلوماسية ضد إيران، والتي تخضع بالفعل لعقوبات شديدة من الغرب.

وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي الاثنين، أن الرئيس جو بايدن "بالقطع لا يسعى إلى حرب مع إيران، وأن واشنطن لا تسعى إلى توسيع وتعميق النزاع في الإقليم".

وأتت الجهود الدبلوماسية المحمومة فيما تعهد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بالرد على الهجوم الإيراني الذي شنته طهران بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة. وقال هاليفي إن تل أبيب تبحث وتوازن خطواتها المقبلة، مؤكداً أن "هذا الهجوم الذي شهد الكثير من المسيرات وصواريخ كروز على إسرائيل سيقابل برد".

وتحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وعدة دول غربية أخرى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم التسرع في الانتقام من إيران، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية.

وقال بايدن في اتصال هاتفي مع نتنياهو: "لقد حققت نصر"، محذراً من أن "الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران".

وشنت إيران السبت الماضي، هجوماً بمئات المسيرات والصواريخ على تل أبيب، رداً على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في دمشق في 1 أبريل، والذي أودى بحياة قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني ضمن 13 شخصاً سقطوا في الهجوم، بينهم 6 ضباط. واعترضت إسرائيل وحلفائها أغلب المسيرات والصواريخ، وتعهدت تل أبيب برد انتقامي على الهجوم.

اتصالات مكثفة لأوستن

وفي البنتاجون، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أجرى اتصالات هاتفية الاثنين بنظراء في الشرق الأوسط وأوروبا، عبر فيها عن دعمه لإسرائيل، ولكنه شدد أيضاً على ضرورة الاستقرار الإقليمي لمنع اتساع رقعة الصراع.

وقال البنتاجون إن إيران لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقاً بهجومها على إسرائيل، وإن واشنطن لا تسعى إلى صراع مع طهران.

وأجرى أوستن اتصالات منفصلة الاثنين، مع ولي عهد البحرين ورئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ووزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ووزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر خالد بن محمد العطية. وأفاد البنتاجون بأنه أدان هجمات إيران خلال تلك المكالمات، وقال إن واشنطن لا تسعى إلى تصعيد الصراع.

وقال البنتاجون إن أوستن أبلغ نظراءه بأنه "في حين أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد، فإننا سنواصل الدفاع عن إسرائيل والجنود الأميركيين".

وأضاف البنتاجون أن أوستن عبر خلال اتصاله بجالانت عن دعمه للدفاع عن إسرائيل و"أكد مجدداً على الهدف الاستراتيجي المتمثل في الاستقرار الإقليمي".

وقال متحدث باسم البنتاجون للصحافيين الاثنين "ما إذا كانت إسرائيل ستقرر الرد على إيران أم لا.. هو أمر تقرره إسرائيل".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لأوستن خلال اتصالهما الهاتفي، الأحد، إن إسرائيل "لا خيار أمامها سوى الرد على إيران".

وذكر جالانت خلال الاتصال أن "إسرائيل لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها دون رد"، مشدداً على أن تل أبيب "لن تقبل كذلك بمعادلة ترد فيها طهران بهجوم مباشر في كل مرة تضرب فيها إسرائيل أهدافاً في سوريا".

تعهد إسرائيلي بالرد

وقال الجنرال هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم في جنوب البلاد إن إسرائيل "ستردّ على إطلاق هذا العدد الكبير جداً من الصواريخ وصواريخ كروز والمسيرات على إسرائيل ". لكنّ الجيش شدّد على أنّ "شيئاً لن يحيد تركيزه على الحرب في غزة".

ومساء الاثنين، ترأس نتنياهو اجتماعاً لحكومة الحرب للتباحث في ردود محتملة، وفق وسائل إعلام محلية، مع صدور أول تعليق إسرائيلي على قصف القنصلية في دمشق.

واعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري الاثنين، أنّ من سقطوا في الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي نسبتها طهران إلى إسرائيل، كانوا "ضالعين في الإرهاب ضد إسرائيل"، وذلك في أول تعليق إسرائيلي رسمي على هجوم الأول أبريل.

وردًا على سؤال عن الضربة، قال هاجاري لصحافيين "بحسب علمي، أولئك الذين سقطوا في دمشق كانوا أعضاء في فيلق القدس. هؤلاء أشخاص كانوا ضالعين في الإرهاب ضد دولة إسرائيل"، مضيفاً "من بين هؤلاء العناصر الإرهابيين كان هناك أعضاء في حزب الله ومساعدون إيرانيون. لم يكن هناك أي دبلوماسي هناك وفق علمي. لست على دراية بأي مدني سقط في هذا الهجوم".

وعيد إيراني

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، الاثنين، إن "إيران لا تريد زيادة التوترات"، لكنها ستقابل أي هجوم إسرائيلي برد "أقوى وأقسى".

ونقلت وكالة أنباء الطلبة (إسنا) الإيرانية، عن القائم بأعمال السفارة الإيرانية في لندن مهدي حسيني متين قوله، إن "عبد اللهيان قال إن أي خطأ إسرائيلي قادم سيقابل برد أقوى وأقسى من دون أدنى شك".

ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أكد عبد اللهيان خلال الاتصال، أن "إيران لن تسعى وراء زيادة التوترات في المنطقة، لكن لو أقدمت إسرائيل على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلاً وأوسع وأكثر اقتداراً".

تصنيفات

قصص قد تهمك