جالانت لأوستن: لا خيار أمام إسرائيل سوى الرد على إيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يصافح نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب. 18 ديسمبر 2023 - REUTERS
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يصافح نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب. 18 ديسمبر 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن خلال اتصال هاتفي، الأحد، إن إسرائيل "لا خيار أمامها سوى الرد على إيران" التي نفذت هجوماً "غير مسبوق" عليها بالصواريخ والطائرات المسيرة، السبت، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول أميركي، ومصدر آخر مطلع على الاتصال.

وذكر جالانت خلال الاتصال أن "إسرائيل لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها دون رد"، مشدداً على أن تل أبيب "لن تقبل كذلك بمعادلة ترد فيها طهران بهجوم مباشر في كل مرة تضرب فيها إسرائيل أهدافاً في سوريا".

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن مجلس الحرب الإسرائيلي اجتمع، الاثنين، وبحث مسألة الرد المحتمل على إيران، فيما أوردت القناة 12 الإسرائيلية، أن الاجتماع ناقش عدة خيارات للرد على الهجوم الإيراني، واصفةً تلك الخيارات بـ“المؤلمة، لكنه لا تؤدي إلى إشعال حرب إقليمية".

وتحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وعدة دول غربية أخرى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم التسرع في الانتقام من إيران، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية.

وقال بايدن في اتصال هاتفي مع نتنياهو: "لقد حققت نصر"، محذراً من أن "الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران".

وأوضحت مصادر لـ"أكسيوس"، أن "أوستن نقل رسالة مماثلة لتلك التي قدمها بايدن لنتنياهو، مساء السبت"، مشدداً على "ضرورة بذل كل ما هو ممكن لتجنب المزيد من التصعيد".

"صٌمم ليفشل"

وذكرت شبكة CNN الأميركية في تقرير، الاثنين، أن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل خُطط له تخطيطاً دقيقاً، وأنه مُصمم على ما يبدو لإحداث أقل قدر من الخسائر البشرية، مع تسليط الضوء على ما يحدث بأقصى قدر ممكن.

ووصفت CNN المهمة بـ"المعقدة للغاية"، حيث حلقت أكثر من 300 طائرة مُسيرة فوق دول مجاورة لإيران، من بينها الأردن والعراق اللتان توجد بهما قواعد عسكرية أميركية، قبل اختراق المجال الجوي لإسرائيل، "العدو اللدود لإيران".

وأشارت الشبكة إلى أن الدول الحليفة لإسرائيل ساعدت على إسقاط معظم هذه الأسلحة، لكنها لم تتمكن من منع أول هجوم إيراني مباشر ضد إسرائيل، الأمر الذي كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنه "سيناريو كارثي" في الشرق الأوسط.

ولم يخيب نظام الدفاعي الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية" آمال الإسرائيليين، الذين لجأ العديد منهم إلى الملاجئ المحصنة، لكن تعرضت مواقع قليلة للهجوم، من بينها قاعدة عسكرية، ومنطقة في صحراء النقب، ما أسفر عن إصابة طفل، وفقاً لـCNN.

وذكرت الشبكة أن العملية بدت وكأنها "مصممة لتفشل"، مشيرة إلى تقديم إيران إخطاراً مسبقاً لإسرائيل، عندما أطلقت طائراتها المسيرة من أراضيها، والتي تبعد نحو ألف ميل.

وشددت CNN على صعوبة وأهمية "رمزية الهجوم" إذ شنت إيران الهجوم من أراضيها، وذلك بدلاً من إطلاقه من إحدى الدول المجاورة التي تتواجد بها طهران وأذرعها.

واعتبرت CNN أن "سلب عنصر المفاجأة" من العملية أضعف قدرة إيران على إلحاق الضرر بإسرائيل، لكن مع ذلك، حبس العالم أنفاسه لمدة 4 ساعات تقريباً، بينما كانت الأسلحة تحلق في السماء ليلاً.

ومنحت هذه المهلة إسرائيل وشركائها في المنطقة، القدرة على تجهيز دفاعاتها، لتصبح العملية "مجرد عرض ألعاب نارية مرعب"، بحسب وصف CNN.

وعندما نشرت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة منشوراً على منصة "إكس"، قالت إن عمليتها "انتهت"، كان من السهل التوصل إلى اعتقاد بأن ما قامت به طهران كان "نباحاً دون عض"، وفقاً لوصف CNN.

وكان الهجوم الإيراني بمثابة رد انتقامي على الغارات الجوية التي شنتها إٍسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق خلال وقت سابق من أبريل الجاري، والتي أسفرت عن سقوط قائد إيراني كبير، فيما كان الرد متوافقاً مع توقعات أجهزة المخابرات والمحللين الأميركيين، بحسب CNN.

ورأت الشبكة أن القيادة الإيرانية اضطرت إلى ضرب إسرائيل، للتأكيد على مكانتها كقوة إقليمية، والتخلف من الاعتقاد بأنها "نمر من ورق".

وضاعفت إيران استعراضها للقوة بإطلاق العملية من أراضيها، وليس من سوريا، أو لبنان، أو اليمن، أو العراق.

ومع ذلك، كانت إيران بحاجة إلى تجنب إشعال حرب شاملة، فاقتصادها منهار تحت وطأة العقوبات التي فُرضت عليها في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، كما يتفاقم الشعور بالاستياء في الشوارع الإيرانية، بسبب السياسات القمعية التي تنتهجها الحكومة، وفقاً لـCNN.

وذكرت الشبكة الأميركية أن إيران لم تأخذ في الحسبان أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية القوية، بل اعتمدت عليها، فيما يشير مستوى المعلومات الاستخباراتية الأميركية بشأن العملية إلى أن طهران ربما تكون تواصلت بشكل غير مباشر مع قادة غربيين.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن إيران أخطرت الدول المجاورة والولايات المتحدة بالهجوم قبل 72 ساعة من شنه.

تصنيفات

قصص قد تهمك