شي يستقبل المستشار الألماني.. وأوكرانيا وقضايا التجارة محور المحادثات

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الصيني شي جين بينج يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتز  في دار ضيافة الدولة بالصين. 16 أبريل 2024 - AFP
الرئيس الصيني شي جين بينج يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتز في دار ضيافة الدولة بالصين. 16 أبريل 2024 - AFP
بكين/دبي-الشرقأ ف ب

التقى المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، بالرئيس الصيني شي جين بينج، وذلك في اليوم الثالث والأخير من زيارته لأكبر شريك تجاري لبلاده، مؤكداً رغبته في أن يبحث معه تحقيق "سلام عادل" في أوكرانيا والتطرق لقضايا التجارة بين البلدين.

وذكرت شبكة "CCTV" التلفزيونية الحكومية في الصين أنّ شي التقى صباح الثلاثاء، بالمستشار الألماني في دار ضيافة دياويوتاي الحكومية في بكين.

وقال الرئيس الصيني إن علاقات الصين وألمانيا، ستستمر في التطور طالما احترم كلا الجانبين بعضهما البعض، وسعيا إلى أرضية مشتركة.

وأضاف شي أنه "يجب النظر إلى العلاقات الثنائية وتطويرها بطريقة شاملة من منظور طويل الأمد، واستراتيجي".

ووصل شولتز إلى الصين الأحد، مستهلّاً جولة يهدف خلالها إلى تعزيز العلاقات الاقتصاديّة مع أكبر شريك تجاري لبرلين، وبحث المستشار الألماني خلال الزيارة، قضايا تثير تباينات بين الدول الغربية والصين، أبرزها امتناع بكين عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا والتقارب بينها وبين موسكو، إضافة إلى الخلافات بشأن تايوان.

وزار شولتز مدناً صينية كبرى، بما في ذلك شنغهاي وتشونجتشينج، كما انضم إليه كبار مسؤولي الشركات في ألمانيا مثل أولا كالينيوس، رئيس مجلس إدارة شركة "مرسيدس بنز"، والرئيس التنفيذي لشركة BMW أوليفر زيبسي.

حرب أوكرانيا والتجارة

وقبيل الاجتماع مع شي، قال شولتز خلال زيارته لجامعة تونغجي بشنغهاي، إن "ألمانيا والصين تستفيدان من نظام التجارة الحرة القائم على القواعد"، فيما يسعى لمناقشة كيف يمكن للدولتين مواصلة تطوير منظمة التجارة العالمية، بحسب ما أوردته "بلومبرغ".

ولفت إلى أنه سيبحث مع شي "كيف يمكن المساهمة بشكل أكبر في تحقيق سلام عادل في أوكرانيا"، موضحاً أنه سيحث الصين على التوقف عن توريد ما يسمى بـ"المنتجات ذات الاستخدام المزدوج" إلى روسيا والتي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية ومدنية. 

ودعا جميع الدول إلى "عدم التحايل على العقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي، والامتناع عن تزويد الكرملين بالأسلحة، بما في ذلك السلع ذات الاستخدام المزدوج".

وقال شولتز في وقت سابق خلال رحلته إلى الصين: "إن حرب روسيا ضد أوكرانيا لا تمثل مشكلة للأوروبيين فقط. إنه شيء يحتاج الجميع في العالم إلى القلق بشأنه".

وكان شولتز كتب في منشور على منصة "إكس" أنّ اجتماعه مع الرئيس شي "سيركّز أيضاً على كيفية المساهمة بشكل أكبر في تحقيق سلام عادل في أوكرانيا"، مؤكّداً أنّه كانت هناك "تبادلات مكثّفة بين حكومتينا منذ زيارتي الأخيرة للصين".

ويرافق شولتز وفد كبير من قادة الأعمال، ما يعكس الدور المحوري للمسائل الاقتصادية في هذه الرحلة إلى الصين، وهي الثانية التي يقوم بها منذ توليه منصبه نهاية العام 2021.

كما يتوقع أن يجتمع بنظيره الصيني لي تشيانج، ويجري لقاء مع لجنة اقتصادية ألمانية-صينية، ويعقد مؤتمر صحافياً في ختام الزيارة، إذ تأتي الزيارة وسط تصاعد التوترات بين الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن التجارة والحرب في أوكرانيا، حيث بدأت الكتلة تحقيقات في الدعم الصيني للسيارات الكهربائية.

"ممارسات غير عادلة"

زيارة شولتز إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تأتي في وقت تشكو فيه الشركات الألمانية من مواجهة "ممارسات تجارية غير عادلة" في الدولة الآسيوية.

كما تأتي الانتقادات في وقت يعتمد فيه شي على الصناعة التحويلية الضخمة في بلاده، لتنشيط النمو الاقتصادي الذي واجه رياحاً معاكسة من أزمة العقارات التي تتكشف، والضغوط الانكماشية والطلب الاستهلاكي الباهت.

وبعد السيارات والقطارات والألواح الشمسية، فتحت المفوضية الأوروبية في الفترة الأخيرة تحقيقاً في ممارسات وصفتها بـ"غير النزيهة"، في قطاع طاقة الرياح قد يفضي إلى عقوبات جمركية.

ورفضت بكين الاتهامات بأن النمو السريع لصناعة السيارات الكهربائية لديها كان بسبب الدعم الحكومي، ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وأشارت بدلاً من ذلك إلى "براعتها في الابتكار".

وقال مشاركون في استطلاع حديث أجرته غرفة التجارة الألمانية في الصين إن "المشكلة تهدد برفع التكاليف وتآكل هوامش الربح".

وكانت أوروبا غير راضية عن الصين منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا مطلع العام 2022، إذ قدمت بكين لموسكو الدعم الدبلوماسي والسياسي، فيما بلغت التجارة بين البلدين مستوى قياسياً بلغ 240 مليار دولار العام الماضي، ما خفف العقوبات الاقتصادية الغربية، وفق "فرانس برس".

تصنيفات

قصص قد تهمك