شولتز يدعو الصين للضغط على روسيا.. وبكين مستعدة لتعزيز التعاون

time reading iconدقائق القراءة - 7
المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانج يتجهان لحضور اجتماع مشاورات حكومية ألمانية صينية في برلين. 20 يونيو 2023. - REUTERS
المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانج يتجهان لحضور اجتماع مشاورات حكومية ألمانية صينية في برلين. 20 يونيو 2023. - REUTERS
برلين/دبي-الشرقأ ف برويترز

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، عقب محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج في العاصمة الألمانية إنه دعا الصين إلى استخدام نفوذها على روسيا أكثر فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فيما قال تشيانج إن بلاده مستعدة للعمل مع برلين لنقل التعاون بين البلدين إلى "مستوى جديد".

وأضاف شولتز، في مؤتمر صحافي مشترك مع تشيانج، أن "الصين يجب ألا تزود روسيا بالأسلحة، وأن الحرب في أوكرانيا يجب ألا تصبح صراعاً مجمداً".

وتابع أن "المحادثات المباشرة بين زعماء العالم أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى في ضوء بيئة عالمية صعبة مليئة بالتحديات والأزمات العالمية".

ورأى شولتز أن جائحة كورونا، التي عطلت سلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم، "أظهرت أن ألمانيا بحاجة إلى العمل عن كثب مع الصين في مجموعة من القضايا بما في ذلك الصحة أيضاً".

وذكر أنه أبلغ رئيس الوزراء الصيني بأن ألمانيا "لا تريد الانفصال عن الصين، بل تنويع التجارة في محاولة لعلاقات أكثر توازناً".

وأضاف: أخبرت لي أن الشركات الألمانية لا تزال تواجه تحديات في الوصول إلى السوق الصينية وظروف العمل غير العادلة.

"تعزيز التعاون"

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج إلى تعزيز التعاون بين بلاده وألمانيا لمواجهة التحدّيات الاقتصادية، مؤكّداً أنّ بكين تولي "أهمية كبيرة" للعلاقات مع الاتّحاد الأوروبي.

وذكر أن الصين على استعداد للعمل مع ألمانيا لنقل علاقات البلدين إلى "مستوى جديد"، وأضاف أنه "ينبغي للجانبين أن يعززا بقوة تيسير التبادل بين الشعوب"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام.

وقال لي في المؤتمر الصحافي إنّ "التعافي الاقتصادي العالمي يفتقر إلى ديناميكية نمو. إنّ الصين وألمانيا، بوصفهما بلدين كبيرين ومؤثّرين، ينبغي عليهما العمل معاً بشكل وثيق من أجل السلام والتنمية العالميين".

وأكّد المسؤول الصيني أيضاً أنّ بلاده تولي "أهمية كبيرة للعلاقات بين الاتّحاد الأوروبي والصين ومستعدّة للعمل مع ألمانيا لتعزيز هذه العلاقات".

"محادثات دقيقة"

واستقبل المستشار الألماني، الثلاثاء، رئيس الوزراء الصيني، من أجل "محادثات دقيقة" في وقت تراجع فيه ألمانيا سياستها حيال الصين من دون أن تقطع علاقاتها مع شريكها التجاري الأول، بحسب "فرانس برس".

واختار المسؤول الصيني، الذي عُيّن رئيساً للوزراء في مارس الماضي ألمانيا كوجهة لزيارته الرسمية الأولى في الخارج، والتي بدأت الاثنين بلقاء مع الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.

والاثنين، شدّد شتاينماير اللهجة خلال محادثاته مع المسؤول الصيني، إذ أكّد أنّ التعاون بين البلدين "يظلّ مهماً ولكنّه تغيّر في السنوات الأخيرة"، وفقاً لتغريدات نشرتها المتحدّثة باسمه سيرستين جاميلين.

أكبر لاعب في أوروبا

ويدير المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، محادثات حكومية صينية ألمانية، بمشاركة أبرز الوزراء المسؤولين عن التعاون بين البلدين.

وأكد مدير المعهد الدولي للسياسات العامة، ثورستن بينر، أنّ "الصين تعتبر ألمانيا هي الطرف الأهمّ في أوروبا ومع استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة بالتدهور من مصلحة بكين أن تظهر أنها تقيم علاقات بنّاءة مع أكبر لاعب في أوروبا".

وأضاف بينر "يبقى السؤال في معرفة ما إذا كان الألمان سيستمرون في اللعبة مدّعين أنّ ثمة توافقاً واسعاً مع بكين" أم أنهم "سيختارون طريقاً جديداً ويتحدثون صراحة، على أن يقتصر الإعلان النهائي على المجالات التي ثمة سبيل فعلي فيها للتعاون".

وتأخذ هذه المحادثات الثنائية، التي كانت شبه روتينية في عهد أنجيلا ميركل حتى نهاية العام 2021، بعداً جديداً، إذ يسعى شولتز إلى الابتعاد عن النهج البراجماتي للمستشارة السابقة والذي كان يتركّز بشكل أساسي على التجارة.

"قوة معادية"

على المستوى الاقتصادي، تعتمد برلين على تنويع شركائها "لتقليل المخاطر" المرتبطة باعتمادها المفرط على العملاق الآسيوي في القطاعات الاستراتيجية.

على المستوى الدبلوماسي، ساهمت التهديدات الصينية لتايوان والاتهامات الموجهة لبكين باضطهاد أقلية الأويجور وعدم إدانة الرئيس شي جين بينج للغزو الروسي لأوكرانيا، في تعميق الهوّة بين برلين وبكين.

وفي دليل على ذلك، نشرت برلين في 14 يونيو الجاري وثيقة تصف الصين على أنها "قوة معادية".

وجاء في وثيقة "استراتيجية الأمن الوطني" أنّ الصين رغم كونها "شريكاً" لألمانيا تتصرف بطريقة "تتعارض مع مصالحنا وقيمنا".

لكنها تؤكد أيضاً على الحاجة إلى الاستمرار في التعامل مع الصين على أنها "شريك" وجعلها تتعاون في القضايا الدولية مثل مكافحة تغير المناخ.

"انقسام ومواجهة"

وحذّر الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين من أنّ "بناء العلاقات الدولية باعتبار الآخرين منافسين لا بل خصوماً، وتحويل التعاون الطبيعي على صعيد المسائل الأمنية أو السياسية، سيدفع عالمنا إلى دوامة الانقسام والمواجهة".

وخلال لقائه مع الرئيس الألماني الاثنين، أكّد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج أن بلاده مستعدة للعمل مع ألمانيا للمساهمة في "الاستقرار والازدهار العالميين".

وتزامن ذلك مع تأكيد وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، الاثنين، خلال محادثة هاتفية مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك على أن التنمية في الصين هي فرصة وليست تحدياً أو تهديداً لألمانيا، حسبما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية.

مصالح اقتصادية

في خضم التوترات بين الولايات المتحدة والصين، تعد ألمانيا محاوراً مميزاً لبكين، خصوصاً في وقت تعاني فيه محركات النمو في البلاد لاستعادة الزخم بعد جائحة كورونا.

وقال الخبير الاقتصادي في معهد "ميركاتور" للدراسات الصينية في برلين، جريجور سيباستيان، "قد تسعى الصين إلى الحصول على دعم برلين لمحاولة الحفاظ على التبادل الحر بين الصين والاتحاد الأوروبي".

من جهته، رأى ميكو هوتاري، وهو باحث آخر في المعهد نفسه، أن "بكين تريد أن تُظهر أن الحوار مع أحد شركائها التجاريين الرئيسيين مستمر".

وتواصل كبرى الشركات الصناعية الألمانية، مثل شركتَي "سيمنز" و"باسف" وشركات تصنيع السيارات، الاستثمار بكثافة في السوق الصينية الحيوية جداً لنشاطها الاقتصادي.

ورأت صحيفة "دير شبيجل" الأسبوعية أنه "من شبه المستحيل ايجاد الطريقة المثلى للتعامل مع الصين"، في ظلّ تراكم التوتر على المستويات الجيوسياسية والاقتصادية والحقوقية.

لكنها شددت على "ضرورة الحفاظ على علاقة ثقة مع بكين"، وأضافت "إن إدارة هذا التوازن يشكل تحدياً حقيقياً، ليس فقط خلال مفاوضات الثلاثاء بل أيضاً في السنوات والعقود المقبلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات