خشية الترحيل لرواندا.. مهاجرون يغادرون بريطانيا للإقامة في خِيَم بإيرلندا

time reading iconدقائق القراءة - 5
مهاجرين انتشلوا من البحر أثناء محاولتهم عبور القنال الإنجليزي من فرنسا بعد وصولهم إلى ميناء دوفر جنوب شرق بريطانيا. 17 يناير 2024 - AFP
مهاجرين انتشلوا من البحر أثناء محاولتهم عبور القنال الإنجليزي من فرنسا بعد وصولهم إلى ميناء دوفر جنوب شرق بريطانيا. 17 يناير 2024 - AFP
دبلن -أ ف ب

دفع اعتماد قانون يسمح بترحيل مهاجرين غير نظاميين وطالبي لجوء من بريطانيا إلى رواندا، بالعديد من هؤلاء للتوجه إلى إيرلندا، حيث باتوا يقيمون في خيم بدبلن.

وقال محمد (25 عاماً) وهو مهاجر أفغاني قرّر، مثل غيره، مغادرة بريطانيا إلى إيرلندا: "كنت خائفاً جداً من ترحيلي إلى رواندا".

وأضاف لوكالة "فرانس برس" من أمام مبنى مكتب الحماية الدولية، الذي يتولّى معالجة طلبات اللجوء، وحيث ينام حالياً في خيمة، أنّه استقلّ، الأحد، عبّارة من ليفربول إلى بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية، وانتقل منها في حافلة إلى دبلن.

وبعد تقديم طلب اللجوء، قال: "الآن، لا أعرف ماذا أفعل، لا يوجد مأوى، لكنّني أشعر بالأمان".

ونُصبت نحو 100 خيمة أمام المكتب منذ أن توقفت الحكومة الإيرلندية عن توفير السكن لطالبي اللجوء قبل بضعة أشهر، وسط أزمة إسكان متفاقمة، وتزايد المشاعر المناهضة للمهاجرين.

وحاولت السلطات، الأربعاء، إخلاء الخيم، ونقل المهاجرين إلى مكان آخر تتوافر فيه ظروف إقامة أفضل، مع توفير مراحيض وأماكن للاستحمام ومساحات داخلية يتوفّر فيها الطعام.

ولكن بالنسبة للعديد من المهاجرين مثل محمد، البقاء في الخيمة هو "أهون الشرور"؛ إذ يوضح "في بلدي، هناك طالبان (في إشارة الى الحركة التي تتولى السلطة). ولا أستطيع أن أشعر بالأمان في بريطانيا"؛ بسبب خطر ترحيله إلى رواندا.

ويتساءل: "لماذا غادرت بلدي أفغانستان، إذا كانوا سيرسلونني إلى هناك؟".

"نحن هنا لنبقى"

بدوره، قال لوكاس وهو طالب لجوء من نيجيريا، إنّ العديد من الأشخاص يأتون الى إيرلندا الشمالية في الأيام الأخيرة "بسبب قانون رواندا".

وأشار إلى أنّه استقلّ طائرة إلى بلفاست، قبل الانتقال إلى دبلن على متن حافلة، مضيفاً: "رواندا ليست آمنة".

وكانت وزيرة العدل الإيرلندية هيلين مكينتي أفادت الأسبوع الماضي، بأنّ أكثر من 80% من طالبي اللجوء في البلاد، عبروا الحدود البرية مع إيرلندا الشمالية التي تعد جزءاً من بريطانيا.

غير أنّ الحكومة أوضحت، الاثنين، أنّ هذا الرقم يغطّي "العام أو العاميين الماضيين"، لكنّه يشكّل تغييراً عن النسق السابق، حين كان المهاجرون يصلون بشكل رئيسي عبر الموانئ والمطارات الإيرلندية قبل طلب اللجوء.

وبالنسبة إلى رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك، فإنّ هذا الأمر يثبت أنّ خطّة لندن لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا "ناجحة ولها تأثير رادع".

ووفق الخطّة، ستجري أول عمليات ترحيل باتجاه رواندا في بداية يوليو المقبل؛ إلا أن لندن رحّلت إلى رواندا طالب لجوء في أول عملية من نوعها، وذلك في إطار برنامج للترحيل الطوعي لمهاجرين رفضت طلبات لجوء تقدّموا بها، وفق ما أفادت، الثلاثاء، وسائل إعلام بريطانية.

وكان رئيس الحكومة الإيرلندية سايمون هاريس حذّر، الأحد، من أنّ دبلن ستتخذ خطوات لوقف تدفّق اللاجئين، بما في ذلك ترحيل طالبي اللجوء إلى بريطانيا.

"نبأ سار"

وتثير هذه المسألة توترات بين البلدين. وكانت لندن حذّرت من أنّها سترفض عمليات الترحيل من إيرلندا، نظراً لأنه بعد "بريكست"، لم تعد الدول الأوروبية تقبل طالبي اللجوء الذين ترسلهم بريطانيا.

وفي هذا الإطار، أفادت وسائل إعلام إيرلندية بأنّه سيُنشر نحو 100 شرطي على الحدود مع إيرلندا الشمالية، وهي مفتوحة بالكامل بعدما أزيلت في عام 1998 في إطار اتفاق "الجمعة العظيمة"، الذي وقع لإنهاء عقود من الصراع في إيرلندا الشمالية.

ورحّب لوكاس بحقيقة أنّ لندن لا تقبل عودة المهاجرين، معتبراً أنّه "نبأ سار"، وقال: "نحن هنا لنبقى".

فيما يقول أمير زيب، وهو باكستاني يبلغ من العمر 39 عاماً، يقيم منذ شهر في خيمة أمام مكتب الحماية الدولية، إنّ التهديد بالترحيل إلى رواندا يمنع المهاجرين من البقاء في بريطانيا.

ويضيف هذا المهاجر: "رواندا تشبه باكستان أو أفغانستان، إنّها بلد فقير مثل بلدنا حيث لا (احترام لـ) حقوق الإنسان".

تصنيفات

قصص قد تهمك