خامنئي يتوعد بـ"عقاب إسرائيل" على هجوم القنصلية.. وتل أبيب: سنرد داخل الأراضي الإيرانية

منشور بالعبرية والفارسية لوزير الخارجية الإسرائيلي بالتزامن مع خطاب مرشد إيران

time reading iconدقائق القراءة - 7
موظف يرفع علم إيران على مبنى قنصلية طهران الجديد في العاصمة السورية دمشق بعد تدمير المبنى القديم في غارة إسرائيلية. 8 أبريل 2024 - AFP
موظف يرفع علم إيران على مبنى قنصلية طهران الجديد في العاصمة السورية دمشق بعد تدمير المبنى القديم في غارة إسرائيلية. 8 أبريل 2024 - AFP
دبي -الشرق

شدد مرشد إيران الأعلى علي خامنئي، على أن إسرائيل "ستُعاقب" بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق، معتبراً أن الأخيرة "ارتكبت خطأً" بهجومها على القنصلية، بينما هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالرد في الأراضي الإيرانية، إذا شنت طهران هجوماً على إسرائيل. 

وكتب كاتس على منصة "إكس" باللغتين الفارسية والعبرية، الأربعاء، بعد دقائق من كلمة خامنئي، "إذا شنت إيران هجوماً من أراضيها سترد إسرائيل في داخل إيران".

وقال خامنئي خلال خطبة صلاة عيد الفطر في طهران، إن "الكيان الخبيث أخطأ في الهجوم على قنصليتنا، وعليه أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك"، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.

وتابع المرشد الإيراني: "الكيان الغاصب ارتكب خطأً بالهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا"، وأضاف "القنصليات والسفارات تعد جزءاً من أراضي الدول التابعة لها، وحين هاجموا القنصلية فكأنهم هاجموا أراضينا".

وكان الهجوم الذي وقع في أول أبريل الجاري، الأكثر جرأة في سلسلة من الهجمات التي استهدفت مسؤولين إيرانيين في سوريا، وهو أيضاً الأكبر من حيث عدد القتلى الذين أسقطهم.

وخلال استهداف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، لقي اللواء الكبير في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي، إلى جانب 6 ضباط آخرين، وبلغت الحصيلة الإجمالية للضربة 16 قتيلاً.

واعتبر خامنئي أن "الكيان الصهيوني لم يكف عن قتل النساء والأطفال والآمنين في غزة خلال شهر رمضان، بل كثف عدوانه وجرائمه"، مضيفاً أن "الدول الغربية كشفت عن حضارتها التي بنيت على أساس الشر في خلال الأحداث الأخيرة هذا العام".

وأضاف: "الدول الغربية أبرزت للعالم أن حضارتها بنيت على الشر من خلال تعاملها مع قضية غزة وفلسطين".

وتوعدت إيران بالرد بقوة، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في المنطقة، فيما أكدت إسرائيل، استعدادها لـ"الرد على أي سيناريو" قد يحدث في مواجهة إيران.

تهديدات إيرانية متكررة

وتوعد مسؤولون إيرانيون عديدون، بمعاقبة إسرائيل على الهجوم الذي شنته على قنصليتها، بينما أعلنت تل أبيب اكتمال استعداداتها العسكرية لمواجهة أي هجوم إيراني محتمل.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الجمعة الماضية، خلال جنازة الضباط السبعة الذين لقوا حتفهم في الهجوم "لن تمر أعمال العدو ضد الجمهورية الإسلامية دون رد.. رجالنا الشجعان سيعاقبون الكيان الصهيوني".

وبدوره قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري: "ستتم العملية (الانتقامية) في الوقت المناسب وبتخطيط وبأقصى قدر من الضرر للعدو بما يجعله يندم على عمله"، وأضاف "نحن من نحدد وقت العملية وخطتها".

وجاءت تصريحات باقري خلال مراسم تشييع أقيمت السبت في أصفهان، للواء محمد رضا زاهدي الذي قضى في الهجوم.

وقال خامنئي، الجمعة الماضية "سيعاقب رجالنا الشجعان الكيان الصهيوني، سنجعله يندم على هذه الجريمة وغيرها"، فيما تعهّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الردّ على هذا الهجوم، مؤكداً أنّ "هذه الجريمة البشعة لن تمرّ من دون ردّ".

وفي وقت سابق أفادت وكالة "تسنيم"، بأن محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري قال في تعليقه بشأن "انتقام إيران" من إسرائيل إنه "تم اتخاذ القرار، وسيتم تنفيذه بالتأكيد"، دون يقدم مزيداً من التفاصيل.

وحذّر يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، من أن سفارات إسرائيل "لم تعد آمنة" وأضاف "جبهة المقاومة جاهزة: وعلينا أن ننتظر لنعرف كيف سيكون" الردّ، مشدّداً على أن "مواجهة هذا النظام الهمجي حقّ شرعي ومشروع".

ومنذ الهجوم الذي استهدف مجمع القنصلية الإيرانية في طهران، نفذت إسرائيل غارة جوية ليلية على لبنان، أودت بحياة قيادي كبير في حزب الله.

وأوضح الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن الأمر يتعلق بعلي أحمد حسين الذي كان "قائداً لقوات الرضوان التابعة لمنظمة حزب الله في منطقة الحجر"، مشيراً إلى مصرع شخصين آخرين.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصدر أمني لبناني، طلب عدم كشف هويته، كونه غير مخول بتقديم تصريحات لوسائل الإعلام، إن "المستهدف مسؤول سرية في وحدة الرضوان اسمه عباس جعفر" قُتل في الغارة الإسرائيلية على منطقة السلطانية، بالإضافة إلى عضوين آخرين في "حزب الله".

وأعلن "حزب الله" مصرع "علي أحمد حسين (عباس جعفر) مواليد عام 1984 من مدينة بيروت، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس" دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية "صعد العدو من اعتداءاته، حيث أغار ليلاً على منزل مأهول في بلدة السلطانية في القطاع الأوسط، ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى".

وتصاعدت الضربات الإسرائيلية في العمق اللبناني، والتي استهدفت قادة في "حزب الله" المدعوم من إيران.

والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن طائراته الحربية، قصفت موقعاً عسكرياً في سوريا، خلال الليل، رداً على إطلاق صواريخ على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "طائرات حربية، هاجمت البنية التحتية العسكرية للجيش السوري خلال الليل في بلدة محجة" على بعد نحو 30 كيلومتراً من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الجانبين.

وقال الجيش إنه رصد، الاثنين الماضي، إطلاق صاروخ من الأراضي السورية دون وقوع إصابات، وإن مدفعيته ردت بقصف مصدر النيران.

واشنطن تنفي مسؤوليتها

واتهم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الولايات المتحدة، بالمسؤولية عن الهجوم، مضيفاً أنه "يجب محاسبتها"، بينما نفت واشنطن مسؤوليتها أو علمها بالهجوم بشكل مسبق.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني: "حقيقة أن الولايات المتحدة ودولتين أوروبيتين عارضت قراراً (لمجلس الأمن الدولي) يدين الهجوم على السفارة الإيرانية هو مؤشر على أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للنظام الصهيوني" لتنفيذ الهجوم.

وكان عبد اللهيان يتحدث إلى جانب نظيره السوري فيصل المقداد، خلال افتتاح مبنى جديد للقسم القنصلي لسفارة إيران في دمشق، بعد أسبوع من القصف الجوي الإسرائيلي، الذي أسفر عن تدمير مقرّ قنصلية طهران في العاصمة السورية.

ويقع المقر الجديد على بعد عشرات الأمتار من المقر القديم الذي سُوّي بالأرض جراء القصف في منطقة المزة بدمشق.

ونفت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، سابرينا سينج، أن تكون واشنطن على صلة بالهجوم، وقالت "لم يكن للجيش الأميركي أي دور في تلك الضربة التي وقعت في دمشق"، وإنّ الولايات المتحدة أبلغت طهران بذلك عبر قنوات خاصة.

وأضافت: "لم يتمّ إخطارنا من قبل الإسرائيليين بشأن ضربتهم أو الهدف المقصود من ضربتهم في دمشق". وتابعت "لقد أوضحنا لإيران عبر قنوات خاصة أنّنا لسنا مسؤولين عن الضربة".

وغداة الهجوم، رفض منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، اتهامات سابقة لعبد اللهيان قال فيها إن "واشنطن الداعم الأكبر لإسرائيل، تتحمل مسؤولية الهجوم"، ووصف الاتهامات بأنها "سخيفة". 

وقال كيربي: "لا علاقة لنا بالضربة في دمشق. لم نكن ضالعين فيها بأيّ شكل من الأشكال".

تصنيفات

قصص قد تهمك