جوتيريش: العالم يدخل "حقبة الفوضى"

time reading iconدقائق القراءة - 5
نيويورك-أ ف ب

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، من أن العالم يدخل "حقبة الفوضى"، ما يتطلب إصلاحات حاسمة في ظل الحرب الإسرائيلية في غزة، والحرب الروسية على أوكرانيا، و"الحرب على الطبيعة" في إشارة إلى تغير المناخ.

وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عرض فيه أولوياته للعام 2024، أشار جوتيريش إلى أن انقسامات غير مسبوقة في مجلس الأمن الدولي جعلته في "حالة شلل"، مؤكداً وجود "حكومات تتجاهل مبادئ التعددية، وتُقوضها من دون مساءلة".

وقال إن "مجلس الأمن الدولي، المنصة الأولى لقضايا السلام العالمي، وصل إلى طريق مسدود نتيجة الانقسامات الجيوسياسية"، معتبراً أن "هذه ليست المرة الأولى التي ينقسم فيها المجلس، لكنها الأسوأ. الخلل الحالي أعمق وأخطر"، لافتاً إلى أنه بخلاف ما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة، عندما "ساعدت الآليات الراسخة في إدارة العلاقات بين القوى العظمى"، فإن هذه الآليات أصبحت غائبة "في عالم اليوم متعدد الأقطاب".

وحذّر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة من أن "عالمنا يدخل حقبة الفوضى". وقال: "نرى النتائج: صراعات خطيرة لا يمكن التنبؤ بها بهدف تحقيق مكاسب، مع إفلات تام من العقاب"، معرباً عن قلقه بشأن تطوير "وسائل جديدة لقتل بعضنا البعض ولإبادة البشرية نفسها".

عجز عن حل الصراعات

وبدا مجلس الأمن الدولي غير قادر على التحرك في اتخاذ موقف موحد بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة،  بينما عارضت الولايات المتحدة دعوات لوقف إطلاق النار مستخدمة حق النقض نفسه.

ومع دخول الحرب في غزة شهرها الخامس، حذّر جوتيريش من أن أي هجوم برّي إسرائيلي محتمل على مدينة رفح جنوبي القطاع "سيزيد بشكل هائل ما هو أصلاً كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى"، مجدداً مطالبته بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار"، والإفراج عن جميع المحتجزين.

وتقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة، وقتلت نحو 28 ألف فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال، ونفّذت عملية بريّة دفعت أكثر من مليون شخص للنزوح نحو جنوب القطاع.

"حرب خاسرة مع الطبيعة"

تأتي تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة في ظل نزاعات مدمّرة في كل من غزة، وأوكرانيا، مروراً بالحرب في السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، واليمن، وبورما.. أدت إلى نزوح الملايين، وزادت الحاجة إلى المساعدات.

وقال جوتيريش: "مع انتشار النزاعات، بلغت الاحتياجات الإنسانية العالمية أعلى مستوياتها، لكن التمويل لا يواكبها".

وأضاف: "هناك كثير من الغضب والكراهية والضجيج في العالم حالياً. كل يوم، وفي أي مناسبة، تنشب حرب على ما يبدو. حروب كلامية. حروب على أراضٍ. حروب ثقافية".

وفي هذا السياق، دعا جوتيريش قادة العالم لاستغلال فرصة انعقاد "مؤتمر القمة المعني بالمستقبل" المرتقب في سبتمبر المقبل، الذي تستضيفه مدينة نيويورك على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل "تشكيل التعددية الدولية لسنوات مقبلة".

كما جدد دعوته إلى تطوير "منصة طارئة لتحسين الاستجابة للصدمات العالمية المعقّدة" بعد أزمة وباء كورونا.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة الذي اعتبر مسألة تغيّر المناخ على رأس أولوياته منذ تولى منصبه عام 2017، على أن هذه الأزمة "تبقى التحدي الرئيسي في زمننا"، داعياً الولايات المتحدة إلى بذل جهود إضافية بهدف تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، وتقديم المساعدات للدول الأكثر فقراً.

وتابع: "شنّت البشرية حرباً لا يمكن إلا أن نكون الطرف الخاسر فيها: حربنا مع الطبيعة. إطلاق معركة من هذا النوع أمر مجنون. نُفجر أنظمة تبقينا على قيد الحياة من خلال إصدار انبعاثات تُدمّر مناخنا، وتسميم الأراضي والبحار والهواء بالتلوث، والقضاء على التنوع البيولوجي، ما يؤدي إلى انهيار النظم البيئية".

كما دعا جوتيرش إلى وضع "ضمانات كافية ومعايير أخلاقية" للتطور السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي. وقال "يتسبب الذكاء الاصطناعي حالياً بمخاطر ترتبط بالمعلومات المضللة والخصوصية والأحكام المسبقة.. سيؤثر الذكاء الاصطناعي على البشرية جمعاء، لذلك نحن بحاجة إلى نهج عالمي".

تصنيفات

قصص قد تهمك