"أيقونات الأزياء" بعيون الرسام الأميركي جون سرجنت

افتتاح معرض"Sargent & Fashion" في Tate لندن

time reading iconدقائق القراءة - 5
الليدي هيلين فينسنت. (1904) - tate.org.uk
الليدي هيلين فينسنت. (1904) - tate.org.uk
دبيالشرق الأوسط

تمّ افتتاح أحدث معرض لأعمال الرسام الأميركي جون سرجنت في "Tate" لندن، بعنوان "سرجنت والأزياء"،  أو "Sargent & Fashion"، بعد أن حقّق نجاحاً كبيراً في متحف الفنون في بوسطن. 

تتمتّع لوحات سرجنت بسحر خالد، يعود إلى قدرته على إضفاء الحيوية والجمال على القماش، وهو الذي قال عن نفسه "إنه كان رساماً وخياطاً" في الوقت عينه. إذ يشعر الزائر أثناء التجوّل في صالات المعرض، وكأنه يدخل في محادثة عمرها قرن من الزمن مع شخصيات حاضرة.

 ألهم سرجنت بيوت الأزياء الكبيرة مثل "Gucci" و"Tory Burch" و"Burberry" في تصميم أزياء العارضات. وتمّ الاعتراف به باعتباره رسام البورتريه "صاحب الأسلوب الكبير "، وتعتبر جليساته "أيقونات الأزياء" أكثر من أي فنان آخر.

وكان الفنان الأميركي آندي وارهول، قال عن سرجنت إنه "يجعل الجميع يبدون متألقين.." وعلى مدار حياته، تغيّرت اهتمامات سرجنت الأخرى حتماً، لكن حبه للأزياء والملابس الراقية بقي ثابتاً.

وقال أمين المعرض جيمس فينش: "الشيء الوحيد الذي يلفت انتباه أي شخص ينظر إلى أعمال سرجنت، هو مدى اهتمامه بالملابس". 

أضاف: "من الواضح أنه يحب خامة الملابس. إذ يتيح المعرض رؤية ما يفعله سرجنت في عملية الرسم: التفاصيل التي ينتقيها، والأشياء التي يحذفها، وعملية التحوّل التي تحدث".

وقال: "إذا كنت تعرف بالضبط كيف تريد أن يتم تصويرك، فمن المحتمل أنك لن تذهب إلى سرجنت".

g,pm sv[kj

وأوضح أن سرجنت "لم يكن فناناً يعتمد على الرسومات التحضيرية، بل كان في الواقع ينفّذ أفكاره على القماش. لم يقم أبداً بتسوية تلك الحواف حتى عندما كان الطلب عليه شديداً. كل صورة كانت لا تزال بمثابة تجربة على مستوى ما".

وقال فينش: "كان يصمّم ما ترتديه "الموديل" ويجعلها تبدو مختلفة تماماً، ووجد طريقة لجعلها متوافقة مع رؤيته. وبغض النظر عن الوجوه المليئة، فإن موضوعات سرجنت تميّزت بتألق ملابسهم". 

اللوحات والملابس الأصلية

 ومن خلال تسليط الضوء على هذا الجزء المحوري من ممارسته، يجمع المعرض اللوحات مع الملابس الأصلية التي ارتدتها موديلاته من السيدات، أو في بعض الحالات، مع عناصر من نوع مماثل.

 ومن الأمثلة على ذلك الفستان الأصفر الزاهي الذي ارتدته الراقصة الإسبانية لا كارمينسيتا، وعباءة الأوبرا السوداء الرائعة التي ارتدتها الليدي ساسون.

يتجلى ميل سارجنت للتلاعب بالتفاصيل في صورته للسيدة هيلين فنسنت، وهي كاتبة يوميات وشخصية اجتماعية شهيرة، عملت أيضاً كممرضة تخدير خلال الحرب العالمية الأولى. رسمها سارجنت أثناء إقامتها في البندقية قبل سنوات قليلة من رحيله.

وعلى الرغم من أن الليدي هيلين كانت ترتدي في الواقع فستاناً أبيض أثناء جلساتهما، إلا أن سرجنت قرّر تغيير اللون إلى الأسود في منتصف اللوحة، لإنتاج تأثير أكثر وضوحاً على الفور. 

عام 1888 عندما كان سرجنت حاضراً في ليلة افتتاح مسرحية "ماكبث" لشكسبير، على مسرح "ليسيوم" في لندن، تحرّك على الفور لرسم الممثلة إلين تيري في دور البطولة للسيدة ماكبث. وبرزت على خشبة المسرح بفستانها المذهل المزين بخيوط ذهبية، و وألف جناح قزحي الألوان.

عام 2016، أسست العلامة التجارية الأميركية "Marchesa" مجموعتها لأسبوع الموضة في نيويورك، على "القوة الأنثوية الفائقة" لصور سرجنت. وقالت المصمّمة جورجينا تشابمان: "ستشعر كل فتاة وكأنها صورتها الخاصة، لكنها ساحرة وأثيرية". 

رسام الجيل

ولد الفنان الأميركي جون سرجنت (1856 - 1925) في فلورنسا لأبوين أميركيين، وتدرّب في باريس قبل أن ينتقل إلى لندن.

 يعدّ رساماً رائداً بين أبناء جيله، وقد جسّد الرفاهية في العصر الإدواردي. عاش معظم حياته في أوروبا، وحصل على شهرة عالمية كرسام بورتريه.

رسم سرجنت 900 لوحة زيتية وأكثر من 2000 لوحة مائية، فضلاً عن عدد كبير من الرسومات التخطيطية ورسومات الفحم. 

تصنيفات

قصص قد تهمك