لوحة "الآنسة ليسر" للرسام كليمت تباع بـ32 مليون يورو في مزاد

time reading iconدقائق القراءة - 5
لوحة بورتريه "الآنسة ليسر" للرسام الشهير جوستاف كليمت تباع خلال مزاد في فيينا بالنمسا. 24 أبريل 2024 - AFP
لوحة بورتريه "الآنسة ليسر" للرسام الشهير جوستاف كليمت تباع خلال مزاد في فيينا بالنمسا. 24 أبريل 2024 - AFP
فيينا-أ ف ب

بيعت لوحة "الآنسة ليسر" للرسام الشهير جوستاف كليمت مقابل 30 مليون يورو (32 مليون دولار) في مزاد، الأربعاء، رغم تساؤلات بغير إجابات بعد عن موضوعها وهوية مالكها السابق.

وحالت وفاة الرسام النمساوي دون إكمال الرسم، الذي يعود إلى عام 1917.

وساد اعتقاد لفترة طويلة بأن اللوحة فُقدت، لكن في الواقع كانت معلقة بفيلا خاصة بالقرب من فيينا على مدى عقود، وفقاً لدار "إيم كينسكي للمزادات" التي عرضتها في يناير الماضي، قبل طرحها للبيع في مزاد.

وقدّرت الدار قيمتها بما يتراوح بين 30 و50 مليون يورو، لكنها بيعت في نهاية المطاف بالسعر التقديري الأدنى، أي أقل بكثير من السعر الذي بيعت به لوحة أخرى لكليمت في لندن في يونيو 2023، وهو 86 مليون يورو.

لكنّ السعر الذي بيعت به اللوحة، الأربعاء، لا يقلل شأن هذا المزاد الذي وصفته رئيسة قسم الفن الحديث في دار "إم كينسكي" كلوديا مورث جاسر، بأنه "تاريخي"، إذ "لم يسبق أن طُرح للبيع أي عمل مماثل في البلد الذي يتحدر منه الرسام".

وأضافت: "لم يتوقع أحد أن لوحة تحمل أهمية كبيرة ومفقودة منذ مائة عام، ستعاود الظهور"، في حين يعود آخر رقم قياسي لعمل نمساوي إلى لوحة فلمنكية بيعت عام 2010 لقاء 7 ملايين يورو "فقط".

وتعرض الصورة امرأة شابة في ثوب فيروزي ملفوف برداء زهري أمام خلفية حمراء، وتتناقض بشرتها المرمرية وعينيها البنيتين الشاحبتين مع شعرها الداكن المجعد.

ورغم أن اللوحة تصورها بكل وضوح، لم يُعرف بَعد على وجه التحديد من كانت "فراولاين ليسر"، لكن الأخوين أدولف ويوستوس ليسر كانا من رجال الصناعة الأثرياء في عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية.

وكانت هنرييت آمالي ليسر-لانداو، الملقبة بـ"ليلي"، متزوجة من يوستوس حتى طلاقهما في عام 1905 وأصبحت راعية معروفة للفنون. ومن المحتمل أنها طلبت رسم إحدى بناتها أو أن أدولف طلب ذلك لابنته مارجريت.

ضجة كبيرة

وأثارت اللوحة المُستعادة، وغير الموقّعة ضجة كبيرة، خصوصاً وأنها كانت محفوظة جيداً وبقيت على الأراضي النمساوية.

ومنذ أن كُشِف النقاب عنها في يناير، سارع المهتمّون للاطلاع عليها ضمن معارض أقيمت في سويسرا وألمانيا وبريطانيا وهونج كونج، قبل طرحها في المزاد.

وعُرضت بطبيعة الحال في النمسا داخل قصر باروكي مذهل، محاطة برسوم تخطيطية أوّلية لكليمت، وأعمال أخرى لفنانين معاصرين من أمثال إيجون شيله، مطروحة للبيع أيضاً ضمن المزاد.

"تاجر نازي"

وأوضحت صحيفة "دير ستاندارد اليومية" التي تستند إلى مراسلات مؤرشفة في متحف نمساوي، إلى أن ليلي أعطت اللوحة لأحد موظفيها قبل وفاتها عام 1943.

وعاودت اللوحة الظهور مع "تاجر نازي" قبل أن ترثها ابنته ثم أقاربه البعيدون، وفق الصحيفة. إلا أن كينسكي، المتخصصة في إجراءات استعادة الممتلكات، ترى أن هذه الرواية مجرد "فرضية من مجموعة فرضيات قائمة".

وبعد الحرب، لم يطالب أحد من أحفاد ليسر الثلاثة الذين نجوا باللوحة، رغم مطالبتهم بأغراض أخرى.

وتشرح جاسر لوكالة "فرانس برس"، أن رب عملها تلقى قبل عامين اتصالاً من مالكي اللوحة لاستشارته من الناحية القانونية، من دون أن يذكروا هوياتهم.

وأبلغت دار "إم كينسكي" مَن يملكون حقوق اللوحة من عائلة ليسر، والذين يقيمون في الولايات المتحدة، فسافر بعضهم لمعاينة اللوحة، قبل توقيع عقد مع مالكيها يزيل العوائق التي تحول دون بيعها.

ولم يتسرب أي تفصيل بشأن شروط هذه الاتفاقية الودية التي ينتقدها عدد من الخبراء باعتبارها تمت بشكل سريع جداً، على الرغم من الريبة المحيطة بمصير عمل ذي قيمة كبيرة.

وتقول مونيكا ماير، رئيسة قسم الأرشيف في متحف بلفيدير الذي يضم لوحة "قبلة" الشهيرة لكليمت: "لم نتمكن حتى اليوم من التوصل إلى معلومات دقيقة بشأن مصدرها، ويتعيّن تخصيص وقت مناسب لإجراء دراسة أكثر تعمّقاً".

ولم تُعرَض اللوحة في الولايات المتحدة، خشية أن يصادرها القضاء في حال النزاع عليها، كالأعمال التي يُشتبه في أنها منهوبة.

تصنيفات

قصص قد تهمك