وكالة الفضاء اليابانية تقطع الطاقة عن مسبارها الرابض على القمر

time reading iconدقائق القراءة - 5
المسبار الكروي "سورا-كيو" SORA-Q الذي أرسلته اليابان مع المسبار الفضائي "سليم" Slim في موقع غير معروف قبل الصعود إلى القمر.  18 يناير 2024. - AFP
المسبار الكروي "سورا-كيو" SORA-Q الذي أرسلته اليابان مع المسبار الفضائي "سليم" Slim في موقع غير معروف قبل الصعود إلى القمر. 18 يناير 2024. - AFP
طوكيو-أ ف ب

أعلنت وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا)، الاثنين، أنها أوقفت إمدادات الطاقة عن مسبارها "سليم" Slim بعد أقل من ثلاث ساعات من هبوطه التاريخي على سطح القمر السبت، من أجل توفير الطاقة في بطارياته لإعادة تشغيل محتملة.

وأشارت الوكالة إلى أن هناك "إمكانية" لإعادة تشغيل الوحدة اليابانية "سليم" التي واجهت مشكلة في الألواح الشمسية.

وقالت وكالة الفضاء اليابانية "بحسب بيانات القياس عن بعد، فإن خلايا سليم الشمسية موجهة نحو الغرب. وإذا ضرب ضوء الشمس القمر من جهة الغرب في المستقبل، فإننا نعتقد أنه من الممكن إنتاج الطاقة، ونحن نستعد حالياً لإعادة التشغيل".

وأضافت الوكالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي "تمكنّا من استكمال نقل البيانات الفنية والصور التي تم الحصول عليها أثناء الهبوط على سطح القمر قبل انقطاع التيار الكهربائي".

"هبوط مذهل"

وأصبحت اليابان السبت خامس دولة في العالم تنفذ بنجاح عملية هبوط على سطح القمر.

وبعد نزول مذهل استمر عشرين دقيقة، أعلنت وكالة الفضاء اليابانية أن وحدة "سليم" SLIM (وهي الأحرف الإنجليزية الأولى لعبارة تعني "مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر") هبطت في الساعة 00,20 صباح السبت (15,20 ت ج الجمعة) وأقيم اتصال معها.

ولكن بسبب تعذر عمل الألواح الشمسية، لن يحصل المسبار الملقب "مون سنايبر" ("قناص القمر") لقدرته على الهبوط بدقة، على الكهرباء إلا "لساعات"، وفق ما حذر هيتوشي كونيناكا، أحد المسؤولين في وكالة "جاكسا".

وقال كونيناكا إن الألواح قد تعاود عملها عند تغير زاوية الشمس، فيما يعمل الفريق على الإفادة بالحد الأقصى من النتائج العلمية للمهمة من خلال نقل البيانات التي يتم الحصول عليها إلى الأرض.

ومسبار "سليم" SLIM واحدة من مهام كثيرة إلى القمر أطلقتها أخيراً دول وشركات خاصة. لكن حتى الآن، لم تنجح سوى الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق والصين، وأخيراً الهند، في الهبوط على سطح القمر.

ووجه رئيس وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بيل نيلسون "التهاني (لليابان) التي أصبحت الدولة الخامسة في التاريخ التي تهبط بنجاح على القمر"، مضيفاً "نثمّن عالياً شراكتنا في مجال (استكشاف) الكون وتعاوننا المستمر".

وتأمل "جاكسا" في تحليل البيانات التي تم الحصول عليها أثناء الهبوط على القمر لتحديد ما إذا كانت المركبة حققت مرادها بالهبوط على بعد 100 متر من هدفها.

وهبطت المركبة "سليم" في حفرة صغيرة قطرها أقل من 300 متر، تسمى شيولي، حيث كان من المقرر أن تجري تحاليل على السطح.

حلم الهبوط على القمر

وقالت وكالة الفضاء اليابانية إن العربتين المصغرتين اللتين يحملهما المسبار "سليم" تم إطلاقهما بشكل طبيعي، بما في ذلك مسبار كروي يسمى "سورا-كيو" SORA-Q، وهو بالكاد أكبر من كرة التنس، يمكنه تعديل شكله للتحرك على التربة القمرية. وطوّرته "جاكسا" بالشراكة مع عملاق الألعاب الياباني "تاكارا تومي" Takara Tomy.

وقال عالم الفلك في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل إنه رغم أنه يجب التأكد من دقة الهبوط على القمر، "أعتقد أن المهمة حققت نجاحاً كبيراً".

وأوضح لوكالة فرانس برس أن مشكلات عدة قد تكون السبب وراء مشكلة الألواح الشمسية. وقال ماكدويل "قد يكون هناك كابل مفكوك، أو كابل تم توصيله بطريقة خاطئة، أو قد تكون مركبة الهبوط في وضع عكسي وغير قادرة على رؤية الشمس لسبب ما".

تجدد السباق إلى القمر

وبعد مرور أكثر من 50 عاماً على الخطوات الأولى للإنسان على سطح القمر، وهو الإنجاز الذي حققه الأميركيون عام 1969، تجدَّدَ تسابُق الدول إليه.

فبالإضافة إلى الولايات المتحدة والصين، تحلم روسيا أيضاً بإعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي في مجال الفضاء، من خلال توحيد الجهود بشكل خاص مع الصين والهند، اللتين قامتا بأول هبوط على سطح القمر في الصيف الماضي.

ومُنيت المحاولتان اليابانيتان الأوليان في هذا المجال بالفشل.  

ففي عام 2022، سعت طوكيو إلى إنزال مركبة "أوموتيناشي" ("الضيافة" باليابانية) على متن مهمة "أرتيميس 1" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، لكن الاتصال مع المركبة فُقد بسبب خلل في بطارياتها بعد قذفها إلى الفضاء. 

وفي أبريل 2023، تحطمت مركبة شركة "آيسبيس" اليابانية الناشئة على سطح القمر، بعدما فشلت في مرحلة الهبوط السلس.

ولا يزال الوصول إلى القمر تحدياً تكنولوجياً كبيراً حتى بالنسبة للقوى الفضائية الكبرى، إذ فُقِد هذا الشهر أثرُ مركبة هبوط قمرية تابعة لشركة أميركية كانت قد أخفقت في مهمتها بعد تعرضها لتسرب وقود، ويُحتمَل أن تكون تفككت لدى دخولها الغلاف الجوي للأرض، على ما أعلنت شركة "أستروبوتيك" الناشئة التي صممتها. 

وما لبثت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن أعلنت بعد ساعات أنها أخّرت نحو سنة المهمتين المقبلتين من برنامجها الكبير للعودة إلى القمر "أرتيميس". 

تصنيفات

قصص قد تهمك