"ابقوا في المنازل".. موجة حر قاسية تجتاح جنوب شرق آسيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
أشخاص يستظلون بشجرة هروباً من حرارة الشمس في مانيلا بالفلبين. 24 أبريل 2024 - AFP
أشخاص يستظلون بشجرة هروباً من حرارة الشمس في مانيلا بالفلبين. 24 أبريل 2024 - AFP
مانيلا-أ ف ب

اجتاحت موجة حر قاسية أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا، الأربعاء، ما أدى إلى تعليق الدراسة في جميع أنحاء الفلبين، وإصدار تحذيرات في عاصمة تايلندا بانكوك، بينما ارتفعت الأصوات بالصلاة من أجل هطول الأمطار في بنجلاديش.

كما تم تسجيل درجات الحرارة المرتفعة، غداة إعلان الأمم المتحدة أن آسيا شهدت أكبر عدد من الكوارث الناجمة عن مخاطر المناخ والطقس في عام 2023، حيث كانت الفيضانات والعواصف من الأسباب الرئيسية وراء سقوط ضحايا، وتكبيد خسائر اقتصادية.

وتوصلت أبحاث علمية واسعة النطاق إلى أن تغير المناخ أدى إلى أن تصبح موجات الحر أطول وأكثر تواتراً وأكثر شدة.

وقال إيرلين تومارون (60 عاماً) الذي يعمل في منتجع ساحلي فلبيني في مقاطعة كافيت جنوب مانيلا، حيث وصل مؤشر الحرارة إلى 47 درجة مئوية الثلاثاء، إن "الجو حار جداً لدرجة أنك لا تستطيع أن تتنفس".

وأضاف: "من المفاجئ أن حمامات السباحة لدينا لا تزال فارغة. قد تتوقع أن يأتي الناس للسباحة، لكن يبدو أنهم مترددون في مغادرة منازلهم بسبب الحر".

ظاهرة النينو

وعادة ما تكون أشهر مارس وأبريل ومايو، الأكثر سخونة وجفافاً في الأرخبيل، لكن الظروف هذه السنة تفاقمت بسبب ظاهرة النينو المناخية.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الحكومية إنه من المتوقع أن يصل مؤشر الحرارة، الأربعاء، إلى مستوى "الخطر" البالغ 42 درجة مئوية، أو أعلى من ذلك في 30 مدينة وبلدة على الأقل.

ويقيس مؤشر الحرارة درجة الحرارة المحسوسة، مع الأخذ في الاعتبار الرطوبة.

اقرأ أيضاً

في البر والبحر.. مستوى قياسي لدرجة الحرارة للشهر العاشر

مع مستوى قياسي جديد سُجّل في مارس، كانت الأشهر الـ12 الأخيرة الأكثر حراً في العالم بزيادة قدرها 1.58 درجة مئوية عما كان عليه المناخ في القرن التاسع عشر.

وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة التعليم الفلبينية، التي تُشرف على أكثر من 47 ألفاً و600 مدرسة، أنه تم تعليق حضور الطلاب إلى الفصول الدراسية في نحو 6 آلاف و700 مدرسة، الأربعاء.

وقالت آنا سوليس، كبيرة خبراء المناخ في هيئة الأرصاد الجوية الحكومية لوكالة "فرانس برس"، إن هناك احتمالاً بنسبة 50% لتزايد ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة.

وأضافت أن الناس بحاجة إلى الحد من الوقت الذي يقضونه في الخارج، وشرب الكثير من الماء، وحمل المظلات، ووضع القبعات عند الخروج للحماية من "الحرارة الشديدة".

موجات حر قاسية   

وسجلت درجات الحرارة العالمية مستويات قياسية العام الماضي، وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إن درجات الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة سريعة، مع تزايد حدّة تأثير موجات الحر في المنطقة.

وخلُص تقرير هذه المنظمة عن حالة المناخ في آسيا في عام 2023 إلى أن درجة الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، حيث ارتفعت العام الماضي بنحو درجتين مئويتين عن متوسط الفترة من 1961 إلى 1990.

وذكرت سيليست ساولو، رئيسة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن "العديد من البلدان في المنطقة شهدت العام الأكثر سخونة على الإطلاق في عام 2023، إلى جانب وابل من الظروف القاسية، من الجفاف وموجات الحر إلى الفيضانات والعواصف".

ومن جهته، قال نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية كو باريت إن "الحرارة الشديدة أصبحت القاتل الصامت الأكبر على نحو متزايد".

وسلّط التقرير الضوء على المعدل المتسارع لمؤشرات تغيّر المناخ الرئيسية، مثل درجة حرارة السطح، وتراجع الأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى سطح البحر، موضحاً أنها ستكون لها تداعيات خطيرة على المجتمعات، والاقتصادات والنظم البيئية في المنطقة.

وأشار باريت، الأربعاء، إلى أن "الوفيات المرتبطة بالحرارة لا يتمّ الإبلاغ عنها على نطاق واسع، وبالتالي فإن الحجم الحقيقي للوفيات المبكرة والتكاليف الاقتصادية... لا ينعكس بدقة في الإحصائيات".

صلاة من أجل المطر

في بنجلاديش، تجمّع الآلاف في العاصمة دكا للصلاة من أجل هطول الأمطار، حيث أجبرت موجة الحر الشديدة السلطات على إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد.

وقال مكتب الأرصاد الجوية في بنجلاديش إن متوسط درجات الحرارة القصوى في العاصمة خلال الأسبوع الماضي كان أعلى بمقدار 4 إلى 5 درجات مئوية من متوسط 30 عاماً للفترة نفسها.

من جهته، قال محمد أبو يوسف، الذي أمَّ صلاة شارك فيها ألف شخص في وسط دكا، إن "الصلاة من أجل المطر سنة نبيّنا. لقد كفَّرنا عن خطايانا وصلّينا من أجل هطول المطر".

وأضاف أبو يوسف لوكالة "فرانس برس"، أن "الحياة باتت لا تُطاق بسبب قلّة الأمطار. الفقراء يعانون بشكل كبير".

وأفادت الشرطة بأن صلوات مماثلة أُقيمت في مناطق أخرى من البلاد.

"لا يطاق"  

بدورها، قالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية، في بيان، إنه من المحتمل أن تشهد ولايات شرقية وجنوبية، مثل أوديشا والبنغال الغربية وسيكيم وكارناتاكا، موجة حارّة قاسية خلال الأيام الخمسة المقبلة.

كذلك، أصدرت السلطات في بانكوك تحذيراً بشأن حرارة قصوى، وحثّت الناس على البقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم.

وكان من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية في العاصمة التايلاندية، لكن مؤشر الحراسة المحسوسة ارتفعت فوق 52 درجة مئوية.

وكتبت إدارة البيئة في مدينة بانكوك على فيسبوك: "تحذير: مؤشر الحرارة اليوم خطير للغاية. يرجى تجنّب الأنشطة في الخارج".

وشهدت تايلندا موجة حارّة هذا الأسبوع، حيث وصلت درجات الحرارة في إقليم لامبانج الشمالي إلى رقم قياسي بلغ 44.6 درجة مئوية، الاثنين الماضي.

وتُصنّف الفلبين من بين الدول الأكثر عُرضة لتأثيرات تغيّر المناخ، حيث يعاني نحو نصف مقاطعاتها من الجفاف.

وقالت ماري آن جينير، وهي موظفة حكومية في مقاطعة أوكسيدنتال ميندورو، إن الأشخاص الذي يعملون في الداخل بوجود مكيفات الهواء، في وضع جيد.

وأضافت: "لكنّ الوضع لا يُطاق بالنسبة لمن هم في الخارج".

تصنيفات

قصص قد تهمك