هل ينجح بايدن في انتزاع أصوات الجمهوريين المعتدلين وناخبي هيلي؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث مع السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة حينها نيكي هيلي في البيت الأبيض بواشنطن. 9 أكتوبر 2018 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث مع السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة حينها نيكي هيلي في البيت الأبيض بواشنطن. 9 أكتوبر 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

تواجه حملة الرئيس الأميركي جو بايدن الانتخابية، مهمة صعبة الآن تتمثل في جذب الجمهوريين المعتدلين الذين قد يشعرون أنهم لا يجدون مَن يمثلهم في انتخابات نوفمبر المقبل، في ظل وجود الرئيس السابق دونالد ترمب على بطاقة اقتراع الحزب الجمهوري، حسبما أفادت صحيفة "ذا هيل" الأميركية. 

ورأت الصحيفة أن بايدن لديه فرصة كبيرة لاجتذاب بعض هؤلاء الناخبين، ما قد يعزز فرص إعادة انتخابه وتوسيع ائتلافه، مشيرة إلى أن أعداد هؤلاء الناخبين تبدو كبيرة، إذ حصلت حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هيلي على 16% من أصوات ناخبي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية في بنسلفانيا، الأسبوع الماضي، على الرغم من انسحابها من السباق قبل شهرين تقريباً.

ونقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي تيم كين قوله للصحافيين الجمعة: "صحيح أن الأمر يتطلب الكثير من العمل، لكنني أعتقد أنه قابل للتنفيذ"، مشيراً إلى أن "مجموعة كبيرة من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح هيلي، تقول إنها لن تدعم ترمب في نوفمبر المقبل".

استهداف الناخبين المعتدلين

واعتبر كين أن مجرد إبعادهم عن ترمب سيكون بمثابة انتصار في حد ذاته، موضحاً: "ليس علينا أن نكسب أصواتهم في حال لم يصوتوا لترمب". 

وتابع: "نحن نركز على هؤلاء الأشخاص، ونعتقد أن لدينا فرصة للحصول على أصوات الكثير منهم، فالرئيس بايدن يمكنه ذلك".

وتصدر حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي، الذي اجتذب ترشحه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أصوات الجمهوريين ذوي الميول المعتدلة، عناوين الأخبار الأسبوع الماضي، عندما قال إنه "من الغباء الشديد أن بايدن لم يتواصل معه ليطلب دعمه بشكل مباشر". 

وأوضح كريستي أنه لن يصوت لترمب، قائلاً في جلسة نقاشية، في معهد السياسة بجامعة شيكاغو، الثلاثاء الماضي، أن بايدن يجب أن يطلب منه صوته ودعمه. 

وذكرت الصحيفة أن حملة بايدن لم ترد على سبب عدم تواصلها مع كريستي، قائلة إن الأمر يسلط الضوء على المعركة الشاقة التي يواجهها الرئيس الأميركي لجذب هذه الفئة من الجمهوريين. 

ونقلت الصحيفة عن جون لابومبارد، وهو مدير الاتصالات السابق للسيناتورة عن ولاية أريزونا كيرستن سينما، قوله: "من السهل أن ننسى أنه لا يتعين على الناخبين اختيار مرشح في حال كانوا غير راضين عن هذا الخيار، ولذا فإنه يمكن للناخبين الجمهوريين المحبطين الذين لا يريدون دعم ترمب أن يمتنعوا عن التصويت في الانتخابات الرئاسية بسهولة، وتظل أوراق اقتراعهم فارغة".

ومع ذلك، فإن حملة بايدن تعمل على استمالة ناخبي هيلي، وهو جهد بدأت فيه بمجرد انسحاب الأخيرة من سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

وأطلقت الحملة إعلاناً جديداً، الخميس الماضي، لاستهداف ناخبي هيلي، والتذكير بإهانات ترمب لها ولمؤيديها من أجل جذب الجمهوريين الساخطين من هذه الإهانات. 

وكانت الحملة قد أصدرت إعلاناً في وقت سابق، يتضمن مقاطع لترمب ينتقد فيها هيلي خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مع تحذير يقول: "إذا كان صوتك لنيكي هيلي، فإن دونالد ترمب لا يريد هذا الصوت".

كما أصدر فريق بايدن أيضاً بياناً قال فيه إن الرئيس السابق كان واضحاً في أن الناخبين الذين ليسوا جزءاً من تيار "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" غير مرحب بهم في معسكره. 

استثمار  خيبة الأمل

وأضاف لابومبارد: "أعتقد أنه استثمار جدير بالاهتمام، وأن الرئيس لديه فرصة مع الناخبين الجمهوريين المعتدلين الذين يتمتعون بالفطرة السليمة، والذين على الرغم من أنهم قد يكونون محافظين، إلا أنهم يشعرون بخيبة أمل مُبرَرة من الفوضى المحيطة بالرئيس السابق، ويدركون ما قد يعنيه فوزه بولاية ثانية". 

وحققت هيلي نتائج قوية في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، كما هو الحال في ولايتها ساوث كارولينا، كما حققت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة انتصارات أولية في ولايتي فيرمونت ومقاطعة كولومبيا في مارس الماضي، ولكن أرقامها في ولاية بنسلفانيا هي التي تمنح الديمقراطيين تفاؤلاً جديداً وتسبب مخاوف لدى بعض الجمهوريين، وذلك بالنظر للهوامش الضيقة التي ساعدت في تسليم ترمب الرئاسة في عام 2016 وانتزعتها منه بعد أربع سنوات. 

وجاءت أغلب الأصوات الـ157 ألفاً التي حصلت عليها هيلي من مقاطعات ضواحي فيلادلفيا، إذ فازت فيها بما يقرب من 42 ألف صوت، بنسبة بلغت 25٪ من الأصوات. 

وحتى الشهر الماضي، لم يكن ترمب قد تواصل مع هيلي بعد لمحاولة المصالحة بعد المعركة التمهيدية المؤلمة، وهو الأمر الذي لم يتغير بعد شهرين تقريباً من إنهاء حملتها، كما رفضت هيلي أيضاً تقديم الدعم للرئيس السابق. 

التشكيك بترمب 

وجاء كل هذا بعد أن أعلن ترمب أنه قد هزم هيلي في الثلاثاء الكبير، (يوم مهم للانتخابات الأميركية تعقد فيه 16 ولاية، بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس وماساتشوستس وفيرجينيا، الانتخابات التمهيدية)، في منشور على موقع "TruthSocial" للتواصل الاجتماعي قبل أن يدعو أنصارها إلى "الانضمام إلى أعظم حركة في تاريخ الولايات المتحدة". 

وفي غضون ذلك، حرصت حملة بايدن على تسليط الضوء على الأوقات التي أغضب فيها ترمب ناخبي هيلي، مثل تلك المرة التي وصفها فيها بأنها "لديها دماغ عصفور"، كما قامت بنشر التصريح الذي أدلى به مستشار الرئيس السابق ستيف بانون في بث صوتي مؤخراً حينما قال: "تباً لنيكي هيلي، نحن لسنا بحاجة إلى تأييدها". 

وأشار ديفيد توماس، وهو خبير استراتيجي ديمقراطي والمساعد السابق لنائب الرئيس الأميركي آل جور، إلى أن بايدن لديه فرصة لأنه لا يبدو أن ترمب يعمل بشكل جيد لجذب الجمهوريين المعتدلين، قائلاً: "أعتقد أن الرئيس يحاول التواصل مع الوسط المعتدل والمعتدلين وخاصةً المستقلين منهم، فهذا هو الائتلاف الذي يحتاجه للفوز". 

تصنيفات

قصص قد تهمك