إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً".. وحكومة نتنياهو: سنعمل على إبعاد المدنيين

time reading iconدقائق القراءة - 9
سيارة مكدسة بأطفال فلسطينيين في أحد شوارع رفح بجنوب قطاع غزة في فلسطين. 24 أبريل 2024 - Reuters
سيارة مكدسة بأطفال فلسطينيين في أحد شوارع رفح بجنوب قطاع غزة في فلسطين. 24 أبريل 2024 - Reuters
القدس/دبي-الشرقوكالات

رحبت إسرائيل، الأربعاء، بموافقة الكونجرس الأميركي على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 17 مليار دولار، فيما يجري الجيش الإسرائيلي تحركات عديدة باتجاه اجتياح رفح بجنوب قطاع غزة، والتي تقول إسرائيل إنها آخر معقل كبير لحركة "حماس".

وشكر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مجلس الشيوخ الأميركي على إقراره المساعدات العسكرية، معتبراً أن ذلك يوجه "رسالة قوية إلى أعداء الدولة العبرية".

وقال وزير الخارجية على منصة "إكس": "أشكر مجلس الشيوخ الأميركي على تبنيه بأغلبية كبيرة من الحزبين هذه المساعدة لإسرائيل التي تعتبر ضمانة واضحة لقوة تحالفنا وتوجه رسالة قوية إلى جميع أعدائنا بأن الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة غير قابلة للكسر".

وأضاف: "بينما نحيي ذكرى مرور 200 يوم على هجوم حماس الإرهابي الهمجي في 7 أكتوبر، تقف إسرائيل والولايات المتحدة معاً في الحرب ضد الإرهاب، دفاعاً عن الديمقراطية وقيمنا المشتركة".

وتتضمن الحزمة الجديدة ما يقرب من 15 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل التي تواصل الحرب المدمرة على قطاع غزة منذ 200 يوم.

وتعطي الحزمة الأولوية للقدرات الدفاعية، وتوفر أكثر من 5 مليارات دولار لتجديد أنظمة الدفاع الإسرائيلية "القبة الحديدية"، و"مقلاع داود"، و"الشعاع الحديدي"، مع توجيه مبلغ إضافي قدره 2.4 مليار دولار للعمليات العسكرية الأمريكية الحالية في المنطقة.

ولا يضع القرار أي شروط على المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل، وهي نقطة شائكة بالنسبة لبعض الديمقراطيين اليساريين الذين أصبحوا أكثر صخبا في دعواتهم لإجبار الحكومة الإسرائيلية على تعديل تكتيكاتها العسكرية في غزة، بحسب "نيويورك تايمز".

اجتياح رفح

وتأتي حزمة المساعدات الأميركية لإسرائيل فيما قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل ماضية في شن هجوم يستهدف حركة حماس في رفح، المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي لم تجتحها إسرائيل برياً في الحرب المستمرة منذ 200 يوم.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على إبعاد المدنيين المتواجدين هناك.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الجيش يستعد لاجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، في وقت "قريب جداً"، مشيرة إلى أن العملية البرية هناك تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من الفلسطينيين المكدسين هناك.

ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري رفيع المستوى، الأربعاء، قوله: "ليس لدينا شك في أن الضغط العسكري الكبير في رفح سيحدث تغييراً إيجابياً في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تعبئة لواءي احتياط للقيام بما وصفها بمهام "دفاعية وتكتيكية" في قطاع غزة. 

وأضاف الجيش، في بيان، أن هذين اللواءين، اللذين كانا يعملان على طول الحدود الشمالية، استعدا في الأسابيع الأخيرة للقيام بعمليات في قطاع غزة تحت قيادة الفرقة 99.

وأشار البيان إلى أن لواء الاحتياط الثاني التابع للفرقة 146 ولواء الاحتياط 679 التابع للفرقة 210 قاما برفع جاهزيتهما من خلال إجراء سلسلة من التدريبات على الجبهتين الشمالية والجنوبية.

وتقول إسرائيل إن رفح بها 4 كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس، وتقول إن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إنه يدرس "سلسلة من الإجراءات التي يجب اتخاذها استعداداً للعمليات في رفح، خاصة فيما يتعلق بإجلاء المدنيين".

خيام الإيواء

وقالت مصادر إسرائيلية لـ"رويترز"، الأربعاء، إن إسرائيل اشترت عشرات الآلاف من الخيام للمدنيين الفلسطينيين الذين تعتزم إخلائهم من رفح في الأسابيع المقبلة قبل الهجوم المتوقع على المدينة التي تعتبرها آخر معقل لحركة حماس في قطاع غزة.

وتعج رفح المتاخمة للحدود المصرية بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.

ويثير مصيرهم قلق القوى الغربية وكذلك القاهرة التي استبعدت السماح بأي تدفق للاجئين إلى سيناء المصرية.

وقالت مصادر حكومية إسرائيلية إنه بعد أسابيع من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات المدنية، اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية 40 ألف خيمة، تتسع كل منها لما بين 10 أشخاص و12 شخصاً، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو 5 كيلو مترات.

وقالت المصادر الحكومية إن مجلس وزراء الحرب، الذي يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين، والذي من المتوقع أن يستغرق نحو شهر، كمرحلة أولى من عملية تمشيط رفح.

ورغم عدم مناقشة خطط معركة محددة، أشار الجيش الإسرائيلي بشكل متزايد إلى استعداده للتحرك نحو رفح.

وقال قائد الفرقة 162 النشطة في غزة إيتسيك كوهين لهيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء: "تعرضت حماس لضربة قوية في شمال القطاع. كما تلقت ضربة قوية في وسط القطاع. وقريباً ستتلقى ضربة قوية في رفح أيضاً".

وأضاف: "يجب أن تعلم حماس أنه عندما يدخل جيش الدفاع الإسرائيلي إلى رفح، فمن الأفضل أن ترفع يديها مستسلمة. رفح لن تكون رفح اليوم.. لن تكون هناك ذخائر ولن يكون هناك رهائن".

وتصر حكومة نتنياهو على أن النصر في حرب غزة، التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، سيكون مستحيلاً من دون السيطرة على رفح وسحق حماس واستعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين هناك.

ولا تعلق حماس على مسألة وجود كتائب قتالية في المدينة.

وفي خطاب بالتزامن مع مرور 200 يوم على الحرب، قال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة إن إسرائيل لم تحصد سوى "الخزي والهزيمة" في الحملة التي يقول مسؤولون في وزارة الصحة في قطاع غزة إنها أسفرت عن سقوط أكثر من 34 ألف فلسطيني.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى سقوط 1200 واحتجاز 253 في هجوم 7 أكتوبر. ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 26 جندياً إسرائيلياً آخرين سقطوا في العمليات البرية من 20 أكتوبر.

وتوقع إتش.إيه.هيليير، وهو زميل مشارك كبير في دراسات الأمن الدولي بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن يحدث الهجوم على رفح "عاجلاً وليس آجلاً" لأن نتنياهو يتعرض لضغوط لتحقيق أهدافه المعلنة المتمثلة في إنقاذ المحتجزين وتصفية جميع قادة حماس.

وقال: "إن غزو رفح أمر لا مفر منه بسبب الطريقة التي صاغ بها كل هذا.. لكن لن يتمكن الجميع من مغادرة المدينة، لذلك إذا أرسل الجيش إلى رفح، فسيكون هناك الكثير من الضحايا".

وقالت مصر إنها حذرت إسرائيل من التحرك نحو رفح. وقالت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية إن مثل هذه الخطوة "ستؤدي لمذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع".

تحقيق دولي

في المقابل، أكد مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني، الثلاثاء، عدم وجود أي خطة لإجلاء المدنيين من رفح، معتبراً أن عملية إجلاء واسعة "غير ممكنة" في الظروف الحالية. 

ورأى الأمين العام لمنظمة "المجلس النروجي للاجئين" غير الحكومية يان إيجلاند أن الهجوم على رفح "أكبر مخيم للنازحين على وجه الأرض، من شأنه أن يؤدي إلى وضع مروع".

ودعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في المستشفيين الرئيسيين في هاتين المدينتين "الشفاء" في غزة و"ناصر" في خان يونس، مشددة على ضرورة وضع حد لـ "مناخ الإفلات من العقاب الحالي".

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن "تدمير هذين المستشفيين وإعلان الكشف عن مقابر جماعية في الموقعين وما حولهما مروّع". 

وذكر الدفاع المدني في غزة أنه أخرج منذ السبت 340 جثة لأشخاص قتلتهم القوات الإسرائيلية ودفنتهم في مقابر جماعية داخل مستشفى ناصر. 

تصنيفات

قصص قد تهمك