مدير FBI يحذر من هجوم "إرهابي" منسق في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 7
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي خلال مؤتمر صحفي في وزارة العدل في واشنطن العاصمة.26 يناير 2023 - AFP
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي خلال مؤتمر صحفي في وزارة العدل في واشنطن العاصمة.26 يناير 2023 - AFP
دبي-الشرق

حذر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI، الثلاثاء، من احتمالية تنفيذ هجوم إرهابي داخل بلاده، مشدداً على أن "التهديدات الإرهابية" أصبحت متصاعدة منذ هجوم 7 أكتوبر في إسرائيل، فيما تطرق إلى الخطر التي تشكله كل من روسيا والصين على أمن البلاد القومي. 

وقال كريستوفر راي في مقابلة مع محطة NBC News في مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي: "نحن قلقون بشكل متزايد بشأن احتمال وقوع نوع من هجوم منسق هنا في الداخل، والذي قد لا يكون مختلفاً عما رأيتموه ضد قاعة الحفلات الموسيقية في روسيا قبل بضعة أسابيع من قبل تنظيم داعش خراسان". 

ولفت راي إلى أن التهديد يتزايد، خاصة من الجهات الفاعلة المنفردة أو الجماعات الصغيرة التي تطرفت في الداخل بسبب الحرب، لكنه قال إن هناك مخاوف متزايدة بشأن "هجوم إرهابي منسق في مكان عام"، وهو احتمال اعتبره مسؤولو الاستخبارات على مدى العقد الماضي "بعيد المنال للغاية". 

وفي المقابلة واسعة النطاق، ناقش راي مجموعة من تهديدات الأمن القومي، بما في ذلك من الإرهاب والهجمات الإلكترونية ومنصة التواصل الاجتماعي المملوكة للصين تيك توك

حرب غزة وتهديدات الصين وروسيا  

ورداً على سؤال عن الاحتجاجات والعنف في حرم الجامعات بسبب حرب إسرائيل على غزة، قال راي إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي يركز بشدة على العمل مع سلطات إنفاذ القانون الحكومية والمحلية في حرم الجامعات، وغير ذلك لمحاولة التأكد من أننا نبقى في الطليعة ضد تهديد العنف المعادي للسامية ومنع العنف ضد المجتمع اليهودي". 

وقال إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يراقب الاحتجاجات، لكنه يشارك المعلومات الاستخباراتية بشأن تهديدات محددة بالعنف مع الجامعات، وسلطات إنفاذ القانون الحكومية والمحلية". 

وعند سؤاله عن التهديد للأمن القومي، الذي يشكله تطبيق تيك توك، حيث يتحرك الكونجرس نحو تمرير مشروع قانون يطلب من الشركة الأم الصينية بيع المنصة، قال راي إن "مسؤولي الأمن القومي قلقون من أن تيك توك يوفر لأجهزة الاستخبارات الصينية القدرة على جمع البيانات والتحكم في خوارزمية التوصية". 

وأوضح أن ذلك يعني "القدرة على دفع روايات الحزب الشيوعي الصيني، والروايات المؤيدة له، والتقليل من انتقاد الحكومة الصينية، وفي الواقع، تجنيد ملايين المستخدمين كمدافعين عن غير قصد عن دعاية الحزب الشيوعي الصيني". 

وأضاف أن الحكومة الصينية لديها أيضاً "القدرة على التحكم في البرمجيات، ما يتيح الفرصة لاختراق الأجهزة والهواتف وملايين الهواتف تقنياً". 

ورداً على سؤال بشأن ما سيقوله لملايين الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يستخدمون تيك توك بانتظام للعمل أو المتعة ولا يهتمون ببساطة بالمخاطر المتصورة ، قال راي: "رسالتي هي، عليك أن تأخذ في الاعتبار من هي الحكومة الصينية، من هو الحزب الشيوعي الصيني". 

كما كرر تقييماته بأن الصين وروسيا وإيران قد تسعى إلى "التدخل في الانتخابات المقبلة"، وأن الدول الثلاث تواصل إجراء عمليات تجسس إلكتروني وعمليات إلكترونية هجومية ضد الولايات المتحدة، قائلاً إن بكين تهيئ نفسها لتكون قادرة على تدمير البنية التحتية الحيوية، حال سعت الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان ضد غزو صيني. 

وأعرب راي عن أسفه لتصاعد التهديدات بالعنف ضد المسؤولين العموميين، بما في ذلك عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي. 

وقال: "بالتأكيد شهدنا خلال السنوات القليلة الماضية زيادة في التهديدات ضد موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي ومنشآت المكتب".

ورداً على سؤال بشأن ما يعتقد أنه يقود التهديدات، قال راي: "هناك ظاهرة واسعة في الوقت الحالي من الناس في جميع أنحاء البلاد الذين، عندما يكونون مستائين من شيء ما، يختارون استخدام العنف كوسيلة لإظهار ذلك. وهذا أمر خطير وإشكالي بشكل لا يصدق". 

وأضاف أنه يعتقد أن هناك عاملاً آخر يغذي التهديدات أن "بعض الأميركيين لا ينظرون إلى تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي أو المحاكمة أو قضية المحكمة على أنها عادلة أو مشروعة ما لم تكن النتيجة ما يريدونه". 

خلافات مع ترمب

ولأول مرة، رد كريستوفر راي على تعهد الرئيس السابق دونالد ترمب، بإصدار أمر لوزارة العدل بالتحقيق مع خصومه السياسيين، قائلاً إنه "لن يسمح لعملائه بإجراء أي تحقيق لا يتوافق مع قواعدنا وإجراءاتنا وأفضل ممارساتنا وقيمنا الأساسية". 

وأضاف أنه "طالما أنه ظل مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإنه سيتأكد من فعل الشيء الصحيح بالطريقة الصحيحة، وهذا يعني اتباع القانون والبقاء مخلصين لقيمنا الأساسية وتطبيق القانون دون خوف أو محاباة". 

وتحظر قواعد مكتب التحقيقات الفيدرالي على العملاء فتح تحقيق دون دليل على ارتكاب جريمة، وتنص قواعد وزارة العدل على أنه لا يجوز للعملاء أبداً اتخاذ قرار بشأن تحقيق أو مقاضاة بغرض إعطاء ميزة أو ضرر لأي مرشح أو حزب سياسي.  

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يرغب في الاستمرار في العمل كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي، حال إعادة انتخاب ترمب، أجاب راي: "أنا أستمتع بالقيام بهذه المهمة. أحب الأشخاص رجال ونساء في مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين هم من أفضل الأشخاص الذين أتيحت لي الفرصة للعمل معهم. وطالما أعتقد أنه يمكنني الاستمرار في القيام بذلك بطريقة تلتزم بكل تلك القواعد والمعايير، فهذا ما أود الاستمرار في القيام به ". 

وتم تعيين راي من قبل ترمب لمدة 10 سنوات في عام 2017، إذ انتقد ترمب راي علناً مراراً، قبل أن يترك منصبه في عام 2021، وانتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ ذلك الحين، وبخاصة لدوره في تفتيش منزله بمنتجع مار إيه لاجو عام 2022، بحثاً عن وثائق سرية، لذلك يعتقد على نطاق واسع أن ترمب سيسعى إلى إقالة راي وتعيين مدير جديد إذا تم انتخابه. 

واختلف راي في الرأي عن ترمب بسبب وصف الرئيس السابق للمتهمين في هجوم الكابيتول بأنهم "رهائن"، إذ قال راي: "أرى المتهمين في قضايا 6 يناير كمتهمين جنائيين متهمين بارتكاب جرائم فيدرالية، وهم يمثلون أمام محاكم مستقلة كجزء من نظامنا القانوني".  

تصنيفات

قصص قد تهمك