من هو رون أراد الذي توعدت "حماس" محتجزي إسرائيل بمصيره؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
دبي-الشرق

توعّد أبو عبيدة المتحدث باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، الثلاثاء، إسرائيل بأن يكون مصير محتجزيها لدى الحركة في قطاع غزة، كـ"سيناريو" الطيار الإسرائيلي رون أراد المفقود منذ عام 1986.

وقال أبو عبيدة في كلمة مسجلة، إن "الأسيرين شاؤول (آرون) و(هدار) جولدن في قبضة الحركة منذ 10 سنوات مع هشام السيد و(أفيرا) منجستو"، مضيفاً: "نحيطكم علماً أن سيناريو رون أراد، هو السيناريو الأوفر حظاً أن يتحقق مع أبنائكم في غزة".

ويعيد هذا التصريح لغز اختفاء الطيار الإسرائيلي رون أراد، والذي سقطت طائرته وهي من طراز "فانتوم"، في لبنان خلال مهمة عام 1986، ونجا من الحادث مع زميله، لكن إسرائيل لم تتمكن من استعادته حياً أو استعادة جثته، بعدما رجحت تقارير وفاته في لبنان.

ولطالما نال مصير رون أراد اهتماماً عاماً قوياً في إسرائيل التي تعهد قادتها على مر السنين بكشف ما حدث له، إذ تعتقد أنه أُسر من قبل حركة "أمل" اللبنانية قبل تسليمه إلى إيران، ثم أعيد إلى لبنان مرة أخرى، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأشارت تقارير استخباراتية سابقة صادرة عن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" وجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، إلى أن " رون أراد توفي على ما يبدو في عام 1988"، أي بعد عامين من سقوط طائرته، بحسب قناة "I24NEWS" الإسرائيلية التي لفتت إلى أن "حركة (أمل) سلمته لجماعة (حزب الله) اللبنانية".

"جندي مفقود"

وذكرت "تايمز أوف إسرائيل"، أنه تم تلقي العديد من علامات الحياة خلال العامين الأولين من أسرته تشمل صوراً ورسائل، موضحةً أن آخر رسالة تم تلقيها منه كانت في 5 مايو 1988.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة تصريحات عن مسؤول عسكري سابق بالحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان، قال فيها إن "الطيار الإسرائيلي توفي عام 1988 بعد أن تعرَّض للتعذيب في أسر الحزب، ودفن بمنطقة بولونيا في قضاء المتن الشمالي بلبنان".

وكان الجيش الإسرائيلي في تسعينات القرن الماضي ينوي الإعلان عن رون أراد كـ"جندي مفقود"، في أعقاب معلومات وصلت من إيران بشأن وفاته، بوساطة ألمانية، بحسب "I24NEWS".

غير أن عائلة الطيار رفضت هذا الاعلان لانعدام إثبات قاطع على وفاته، فيما أقرت لجان قامت بالتحقق لاحقاً من كافة المعلومات، أن احتمال بقاء رون أراد على قيد الحياة يكاد يكون "معدوماً".

وحاولت لجنة إسرائيلية شكّلت عام 2004 لمعرفة مصير رون أراد، بناءً على نصوص استجواب رئيس الأمن في حركة "أمل" آنذاك مصطفى الديراني الذي تم القبض عليه عام 1994، والمعلومات الاستخبارية التي تم جمعها منذ هذا التاريخ.

وخلصت اللجنة، إلى أنه "كان محتجزاً في طهران بإيران ابتداءً من عام 1990"، ولكن "من المرجح أنه تم نقله بعد ذلك إلى لبنان واحتجازه في منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني".

"حزب الله": الطيار قد مات وفقدت جثته

وفي يناير عام 2006، قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في أول تصريح له حينها عن رون أراد، إن "هذا الطيار قد مات وفقدت جثته"، ثم أكد "حزب الله" عبر تقرير عام 2008، أن "رون أراد قتل في عام 1988 بينما كان يحاول الهرب"،نافياً نقل الطيار الإسرائيلي إلى إيران.

وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية عام 2010، أن السلاح الشخصي للطيار الإسرائيلي أعيد قبل 10 سنوات خلال عملية تبادل سرية مع "حزب الله".

وأوردت الصحيفة استناداً إلى مقتطفات من تحقيق أن هذا السلاح وهو بندقية رشاشة خفيفة من نوع IR-7، أعيد في 26 سبتمبر 2000 لإسرائيل نتيجة مفاوضات أجرتها أجهزة الاستخبارات الألمانية، فيما وافقت تل أبيب حينها في المقابل على الإفراج عن 40 سجيناً فلسطينياً و12 لبنانياً، بحسب وكالة "فرانس برس".

ثم في أكتوبر عام 2016، كشفت تقارير صحافية أن تحقيقاً مشتركاً أجراه "الموساد" والمخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، بناءً على معلومات جديدة تم تلقيها خلال العامين 2015 و2014، خلص إلى أن "رون أراد قد توفي على الأرجح في العام 1988"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

ولم تهدأ المحاولات الإسرائلية لمعرفة مصير أراد، حيث كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت عام 2021، أن "عملاء الموساد خرجوا مؤخراً في مهمة للكشف عن مكان وجود رون أراد"، لكنه رفض مشاركة المزيد من التفاصيل، بشأن هذه المهمة الرامية لحل أحد الألغاز الأقدم في البلاد.

لكن رئيس "الموساد" ديفيد برنياع قال، خلال اجتماع داخلي نقلت تفاصيله قناة 12 الإسرائيلية: "لقد كانت عملية شجاعة وجريئة ومعقدة، لكنها كانت فاشلة، لقد فشلنا".

من جهتها، شددت عائلة رون أراد، على تمسكها بـ"الأمل في أنه ربما في يوم من الأيام سنعرف مصير رون".

ومع تصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل والتي تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضرورة إطلاق سراح المحتجزين في غزة، أعربت يوفال ابنة الطيار رون أراد، في يناير الماضي، عن "إحباطها وحزنها إزاء وضع المحتجزين"، مضيفةً: "لسوء الحظ، تحول والدي الآن إلى ملصق لملامح الأسير رون أراد الذي لا يريد أحد أن يكون مكانه".

وشددت يوفال في منشور على فيسبوك، على "صعوبة القرارات التي يجب أن يتخذها قادة إسرائيل لتأمين إطلاق سراح المحتجزين"، مؤكدةً على ضرورة تقديم "التضحيات المؤلمة التي قد تكون مطلوبة"، بحسب ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست".

ومنذ أشهر، تقود قطر جهود وساطة مع مصر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، واستعادة المحتجزين لدى "حماس"، لكن الدوحة أعربت، الثلاثاء، عن "إحباط حيال عدم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى".

تصنيفات

قصص قد تهمك