اغتيال علماء وهجمات وكلاء.. "حرب الظل" تتسع بين إسرائيل وإيران

time reading iconدقائق القراءة - 21
إيرانيون يحرقون العلم الإسرائيلي خلال جنازة عناصر الحرس الثوري الذين سقطوا في الضربة الإسرائيلية على قنصلية طهران بدمشق. 5 أبريل 2024 - Reuters
إيرانيون يحرقون العلم الإسرائيلي خلال جنازة عناصر الحرس الثوري الذين سقطوا في الضربة الإسرائيلية على قنصلية طهران بدمشق. 5 أبريل 2024 - Reuters
دبي -عبد السلام الشامخ

لعقود من الزمن، خاضت إسرائيل وإيران "حرب ظل" احتدمت في كافة أنحاء الشرق الأوسط، حيث تبادلتا الهجمات البرية والبحرية والجوية وأحياناً السيبرانية، وقد استخدمت طهران إلى حد كبير وكلاء إقليميين لضرب المصالح الإسرائيلية، في حين كانت الاغتيالات المستهدفة للقادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين جزءاً أساسياً من استراتيجية تل أبيب.

وشكّل استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، والذي أسفر عن قتل 7 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في الأول من أبريل الجاري، الفصل الأخير في تاريخ طويل من الصراع بين البلدين. 

ويعود العداء بين البلدين إلى الإطاحة بالشاه الإيراني محمد رضا بهلوي عام 1979، إذ تغيرت نبرة العلاقات الثنائية الإيرانية الإسرائيلية بشكل كبير. وفي خطاباته الأولى، خصّ الخميني المرشد الإيراني بالذكر، العدوين الرئيسيين لإيران: الولايات المتحدة "الشيطان الأكبر"، وحليفتها الرئيسية في المنطقة، إسرائيل، "الشيطان الصغير".

وكان ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، أول زعيم أجنبي يزور طهران. واستقبلته حشود بهتافات "الموت لإسرائيل".

لبنان.. ساحة أزلية للصراع

في عام 1982، أمر المرشد الإيراني بإنشاء جماعة "حزب الله" في لبنان. كان الهدف هو محاربة الجيش الإسرائيلي، الذي غزا جنوب لبنان، واحتل المنطقة حتى عام 2000.

وأرسلت طهران نحو 1500 مستشار من الحرس الثوري الإيراني، إلى وادي البقاع الشرقي في لبنان. لم يواجهوا إسرائيل، لكنهم قاموا بتعبئة وتدريب وتجهيز "حزب الله". وقد كان "حزب الله" يرمز إلى استراتيجية إيران الكبرى لإنشاء قوات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط لتعزيز مصالح إيران وأيديولوجيتها، وفق معهد الولايات المتحدة للسلام.

وبعد أن اضطرت منظمة التحرير الفلسطينية إلى الانسحاب من بيروت عام 1982، تولى "حزب الله" تدريجياً مسؤولية قيادة المقاومة الرئيسية ضد إسرائيل، بينما بقي الحرس الثوري الإيراني في لبنان لمساعدة وتمويل الحزب.

وتحت وصاية إيران، شنّ "حزب الله" حرب عصابات، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية، ضد القوات الإسرائيلية في الجنوب. وأصبح لبنان يتصدر الخط الأمامي الأكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل.

وبمساعدة وتمويل إيراني، زاد "حزب الله" من وجوده في لبنان من خلال تجاوز دوره العسكري السري ليصبح حزباً سياسياً. وفي عام 1992، خرج من العمل السري لخوض أول انتخابات برلمانية منذ الحرب الأهلية. 

برنامج إيران النووي

في منتصف التسعينيات، كانت إسرائيل تشعر بالقلق إزاء استئناف البرنامج النووي المدني الإيراني، بمساعدة روسيا، والذي توقف بعد ثورة عام 1979. 

وهكذا، انخرطت إسرائيل في سلسلة من الهجمات التخريبية، إذ سعت إلى إلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية. كما تم استهداف العلماء النوويين.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تصاعد التوتر بدرجة أخرى مع التقدم في تطوير إيران للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، القادرة على التحميل برؤوس حربية نووية.

وأدى انتخاب المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد في عام 2005 للرئاسة الإيرانية إلى تدهور العلاقات بين البلدين إلى مستوى منخفض جديد.

وتزامنت انتقادات أحمدي نجاد اللاذعة المتكررة ضد إسرائيل، التي وصفها بأنها "مخلوق مصطنع محكوم عليه بالانقراض" مع التقدم الذي أحرزه البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك استعداد طهران لمواصلة تخصيب اليورانيوم.

وفي عام 2006، اندلعت الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان. اتهمت تل أبيب طهران بتزويد "حزب الله"، بقيادة حسن نصر الله، بترسانة مكنت الجماعة اللبنانية من ضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.

استهداف العلماء الإيرانيين

لعقود من الزمن، استهدفت إسرائيل العلماء واللاعبين الرئيسيين في برامج الأسلحة النووية والصواريخ الإيرانية، وكانت أشهر هذه العمليات هي اغتيال محسن فخري زاده، أكبر عالم نووي إيراني، في عام 2020.

وكان فخري زاده، المعروف منذ فترة طويلة لدى وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، في قلب برنامج إيران النووي. ولم يكن له دور فعال في التخطيط العلمي لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني فحسب، بل كان أيضاً عنصراً رئيسياً في تصدير إيران للتكنولوجيا النووية، وقد تم رصده من قبل الاستخبارات الأميركية في كوريا الشمالية.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين عادة ما يرفضون التعليق على عمليات القتل المستهدف، فقد اختار أحد الأشخاص في المخابرات الإسرائيلية مشاركة الرواية الكاملة لاغتيال فخري زاده مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وصولاً إلى أدق التفاصيل: "لقد كان موكب فخري زاده في الطريق، وكنا نعرف أنه مع بعض أصدقائه، فيما مرت بمحاذاته شاحنة صغيرة مزودة بمدفع رشاش، يتم التحكم فيه عن بعد. أطلق المدفع الرشاش دفعة من الرصاص أصابت مقدمة السيارة أسفل الزجاج الأمامي ومات الجميع"، وكانت الرسالة الموجهة إلى طهران واضحة: نحن نعرف مكانك، ونعلم ما تفعله، ويمكننا القضاء عليك في الوقت الذي نختاره".

أبرز عمليات الاستهداف الإسرائيلي لبرنامج إيران النووي

  • 12 يناير 2010

اغتيال مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء بجامعة طهران، في انفجار قنبلة تم التحكم فيها عن بعد مزروعة على دراجة نارية. وانفجرت العبوة الناسفة أثناء مغادرته منزله في شمال طهران متوجهاً إلى العمل. ووصفت الحكومة الإيرانية علي محمدي بأنه عالم نووي، لكنها قالت إنه لا يعمل في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وحملت وسائل الإعلام الرسمية إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الاغتيال.

  • يونيو 2010:

تم اكتشاف فيروس Stuxnet، الذي يُزعم أن إسرائيل والولايات المتحدة طوّرته، في أجهزة الكمبيوتر في محطة بوشهر للطاقة النووية. ثم انتشر الفيروس إلى مرافق أخرى. وبحلول سبتمبر، ورد أن 30 ألف جهاز كمبيوتر في 14 منشأة على الأقل -بما في ذلك منشأة نطنز- قد تعرضت لاختراق.

تسبب الفيروس في زيادة سرعة محركات أجهزة الطرد المركزي IR-1 وانفجارها في النهاية. وقد تم تدمير ما لا يقل عن ألف جهاز طرد مركزي من أصل 9 آلاف جهاز تم تركيبها في نطنز، بحسب تقديرات معهد العلوم والأمن الدولي. وبعد إجراء التحقيقات، ألقت إيران باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في انتشار الفيروس.

  • 29 نوفمبر 2010:

اغتيال البروفيسور ماجد شهرياري، عضو كلية الهندسة النووية بجامعة بهشتي في طهران، داخل سيارته وهو في طريقه إلى العمل. وأصيبت زوجته في الانفجار. وقال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن شرياري كان عضواً مهماً في أحد أكبر المشاريع النووية في البلاد.. وتباينت روايات الاغتيال. وقال خبير استخبارات غربي إن عبوة ناسفة كانت مزروعة في السيارة مسبقا، وتم تفجيرها عن بعد.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رجالاً على دراجات نارية ألصقوا قنابل بسيارات تابعة لشرياري وعالم آخر هو فريدون عباسي دواني، في نفس اليوم. وأصيب عباسي دواني، مستشار وزارة الدفاع والأستاذ بجامعة الحسين، وزوجته في انفجار منفصل.

وحمل الرئيس محمود أحمدي نجاد الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن الهجمات.

  • أبريل 2011:

اكتشفت وكالة الدفاع السيبراني الإيرانية فيروساً يُطلق عليه اسم "النجوم" مصمماً للتسلل إلى منشآتها النووية وإتلافها. وقال غلام رضا جلالي، رئيس منظمة الدفاع الإيرانية، إن الفيروس يحاكي الملفات الحكومية الرسمية، وألحق "أضرارا طفيفة" بأنظمة الكمبيوتر. وألقت إيران باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل.

  • 23 يوليو 2011:

 اغتيال داريوش رضائي نجاد، مهندس كهربائي يعمل في منشأة أبحاث للأمن القومي، على يد مسلحين يستقلان دراجة نارية في طهران. حددت وسائل الإعلام الحكومية في البداية أن الرجل هو داريوس رضائي، أستاذ الفيزياء. وبعد ساعات، تراجعت وسائل الإعلام الرسمية، وقالت إن الضحية هو داريوش رضائي نجاد، وهو طالب إلكترونيات.

وادعى نائب وزير الداخلية سفرالي باراتلو أنه لم يكن منخرطاً في البرنامج النووي. لكن مسؤولاً حكومياً أجنبياً ومفتشاً نووياً سابقاً في الأمم المتحدة زعما أن رضائي نجاد كان يعمل على مفاتيح الجهد العالي، وهي الأجزاء اللازمة لبدء التفجيرات اللازمة لإطلاق رأس حربي نووي. وألقت إيران باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في عملية الاغتيال.

  • 11 يناير 2012:

اغتيال مصطفى أحمدي روشان، خريج الهندسة الكيميائية، بعد أن قام شخصان على دراجة نارية بوضع قنبلة على سيارته في شمال طهران. توفي روشان والسائق، وأصيب شخصان آخران على الأقل في مكان الحادث.

وحددت إيران أحمدي روشان كمشرف في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وحملت إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية عن الحادث. وزعم نائب محافظ طهران سفر علي باراتلو أن "القنبلة كانت مغناطيسية وهي نفسها التي استخدمت سابقاً لاغتيال العلماء".

  • 9 مايو 2012:

أعلنت إيران أن فيروساً أطلق عليه اسم Flame أصاب أجهزة الكمبيوتر الحكومية، وحاول سرقة البيانات الحكومية. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إسرائيل والولايات المتحدة نشرتا فيروس فليم لجمع المعلومات الاستخبارية والتحضير لحملة حرب إلكترونية أوسع.

وفي إسرائيل، لم يؤكد نائب رئيس الوزراء موشيه يعالون تورط تل أبيب، لكنه أقر بأن إسرائيل ستستخدم "كل الوسائل... لإلحاق الضرر بالنظام النووي الإيراني".

  • 31 يناير 2018:

داهم فريق من الموساد مستودعاً في طهران يضم أرشيفاً ضخماً للبرنامج النووي الإيراني. استخدم العملاء المشاعل لاختراق 32 خزانة. وقام الفريق بتهريب نحو 50 ألف صفحة و163 قرصاً مدمجاً إلى خارج البلاد.

في 30 أبريل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل حصلت على نحو 100 ألف "ملف سري يثبت" وأن إيران كذبت في وقت سابق بشأن عدم امتلاكها برنامجاً للأسلحة النووية.

  • 28 أكتوبر 2018:

ادعى رئيس وكالة الدفاع المدني الإيرانية أنها تمكنت من تحييد "جيل جديد" من فيروس "ستوكسنت" الذي حاول تدمير البنية التحتية للاتصالات. واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم. وقال وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي: "بفضل فرقنا الفنية اليقظة، فشل الأمر".

  • 9 مايو 2020:

أصاب هجوم إلكتروني أجهزة الكمبيوتر التي تنظم حركة المرور البحري في ميناء رجائي على الساحل الجنوبي لإيران في الخليج العربي. أدى الاضطراب إلى ازدحام مروري للسفن التي انتظرت أياماً للرسو.

واعترفت إيران بتعرضها لاختراق أجنبي. وبحسب ما ورد كانت إسرائيل وراء الهجوم السيبراني، رغم أنها لم تعلن مسؤوليتها.

  • 2 يوليو 2020:

تسبب انفجار في أضرار جسيمة لموقع التخصيب النووي الرئيسي الإيراني في نطنز، وأدى إلى تأخير البرنامج أشهراً. وألحق الانفجار أضرارا بمصنع ينتج أجهزة طرد مركزي متقدمة من طراز IR-4 وIR-6 يمكنها تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع من أجهزة الطرد المركزي IR-1 المسموح بها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: "من المحتمل أن يؤدي هذا الحادث إلى إبطاء تطوير وتوسيع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة". وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" أن إسرائيل زرعت قنبلة في المنشأة.

"اختطاف واستهداف"

14 فبراير 2022، أفادت التقارير أن 6 طائرات بدون طيار إسرائيلية دمرت مئات الطائرات بدون طيار في قاعدة بالقرب من كرمانشاه في غرب إيران. وكانت القاعدة هي منشأة التصنيع والتخزين الرئيسية في إيران للطائرات العسكرية بدون طيار. وزعمت قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية، المرتبطة بـ"حزب الله" وإيران، أن الطائرات بدون طيار انطلقت من كردستان العراق. واتهمت إيران إسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم.

وبعد شهرين تقريباً، ذكرت الصحافة الإسرائيلية أن عملاء الموساد في إيران قاموا في وقت سابق باختطاف واستجواب منصور رسولي، عميل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وفي اعتراف بثه التلفزيون الإسرائيلي، اعترف رسولي بأنه تلقى توجيهات من فيلق القدس لاغتيال دبلوماسي إسرائيلي في تركيا، وجنرال أميركي في ألمانيا، وصحفي يهودي في فرنسا. وبحسب ما ورد أُطلق سراحه في إيران بعد الاستجواب.

في 8 مايو، بثت محطة "إيران إنترناشيونال" التلفزيونية ومقرها لندن، لقطات فيديو لرسولي يدعي فيها أنه تعرض للتعذيب للإدلاء باعترافات كاذبة.

وفي مايو من العام 2022، تم إطلاق النار على العقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدايي خمس مرات خارج منزله في طهران. وبحسب ما ورد أطلق مسلحان يركبان دراجة نارية النار بينما كان يجلس في سيارته. وكان دور خدايي في الحرس الثوري الإيراني محل خلاف.

وزعم مسؤولون إسرائيليون أن خدايي كان نائب قائد الوحدة 840، وهي وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني مكلفة باختطاف واغتيال أجانب، بما في ذلك مسؤولون ومدنيون إسرائيليون. وزعم آخرون أن خداي قدم المشورة للمقاتلين المدعومين من إيران في سوريا، وقام بتنسيق شحنات تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصواريخ إلى سوريا وحزب الله اللبناني. وزعم ماجد مير أحمدي، عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الاغتيال كان "بالتأكيد من عمل إسرائيل".

في يوليو 2021، تعرضت ناقلة نفط تديرها شركة شحن مملوكة لإسرائيليين لهجوم قبالة سواحل عمان، مما أسفر عن سقوط اثنين من أفراد الطاقم، بحسب الشركة وثلاثة مسؤولين إسرائيليين.

وقال اثنان من المسؤولين، إن الهجوم يبدو أنه نفذته عدة طائرات إيرانية بدون طيار اصطدمت بأماكن سكنية أسفل جسر السفينة. ولم تعلن إيران، أو تنفي مسؤوليتها صراحة، لكن قناة تلفزيونية مملوكة للدولة وصفت الهجوم على السفينة بأنه رد على ضربة إسرائيلية في سوريا.

"هجمات سيبرانية إيرانية"

قادت جهات فاعلة داخل إيران، هجمات سيبرانية ضد عدد من الأهداف الإسرائيلية، كان من بينها الهجوم على مركز "زيف" الطبي في صفد بشمال إسرائيل خلال نهاية العام الماضي.

وذكرت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، أن المهاجمين تمكنوا من الاستيلاء على "معلومات صحية حساسة"، لكن جرى إحباط محاولة تعطيل عمل المستشفى.

ووفقًا لتحقيق إسرائيلي، فإن مجموعة "أجرسيوس" أو "الظل الأسود" السيبرانية التابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية، بالتعاون مع وحدة "حزب الله" السيبرانية المعروفة باسم "سدر اللبناني"، كانت وراء هذا الهجوم، وكان من المفترض أن تعطل تقديم الخدمات للمرضى.

وقبل شهر، تم الكشف أيضاً عن أن المجموعة نفسها، استهدفت منشآت التكنولوجيا والتعليم العالي في إسرائيل لمدة 10 أشهر، حتى تتمكن وزارة الاستخبارات الإيرانية من سرقة معلومات الهوية والبيانات الحساسة.

واستخدمت هذه المجموعة برنامج Viper؛ لمسح آثارها في هذا الهجوم السيبراني.

وفي السياق، كشف تقرير حديث صادر عن الهيئة الإسرائيلية للأمن السيبراني، أن إسرائيل شهدت زيادة بنسبة 43% في الهجمات السيبرانية الصادرة عن إيران وحزب الله في العام الماضي.

ووفقاً للتقرير، واجهت إسرائيل زيادة بمقدار 2.5 ضعف في عمليات الاختراق السيبراني مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تم توثيق ما مجموعه 3380 هجوماً خلال الإطار الزمني المحدد.

"ارتدادات 7 أكتوبر"

بمجرد أن بدأ القصف الإسرائيلي على غزة بعد الهجمات التي قادتها "حماس" في 7 أكتوبر، كثفت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها.

واتهمت إيران نهاية العام الماضي (25 ديسمبر 2023)، إسرائيل بقتل شخصية عسكرية رفيعة المستوى هي العميد رضا موسوي في ضربة صاروخية خارج دمشق. وُصِف الجنرال موسوي، وهو مستشار كبير للحرس الثوري، بأنه كان مساعداً مقرباً للجنرال سليماني، وقيل إنه ساعد في الإشراف على شحن الأسلحة إلى "حزب الله".

رفضت إسرائيل، التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت وراء وفاة الجنرال موسوي.

في يناير الماضي، شن البنتاجون غارة بطائرة مسيرة في بغداد أسفرت عن سقوط شخصية بارزة في جماعة مسلحة مرتبطة بإيران.

وجاء الهجوم بعد أيام من انفجار وقع في إحدى ضواحي بيروت بلبنان، وأدى إلى اغتيال صالح العاروري، أحد قادة "حماس"، إلى جانب اثنين من قادة الجناح المسلح لتلك الجماعة. وكان الانفجار هو الأول من نوعه لاغتيال مسؤول كبير في "حماس" خارج الضفة الغربية وغزة في السنوات الأخيرة.

ونسب مسؤولون من حماس ولبنان والولايات المتحدة الهجوم، إلى إسرائيل التي لم تؤكد تورطها علناً. وكان العاروري هو أبرز شخصية في "حماس" يتم اغتيالها منذ تعهدت إسرائيل بتدمير الحركة بعد 7 أكتوبر.

وكثف "حزب الله"، هجماته على إسرائيل بعد وفاة العاروري. ورد الجيش الإسرائيلي على "حزب الله" في لبنان، مما أسفر عن سقوط عدد من قادة الجماعة.

وفي وقت لاحق من شهر يناير، اتهمت إيران إسرائيل بشن غارة جوية على دمشق. سقط على إثرها عدد من كبار الشخصيات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك رئيس المخابرات التابع للحرس الثوري في سوريا ونائبه، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية ومسؤول دفاعي إسرائيلي.

وبعد ذلك، أدت غارة بطائرة بدون طيار شنتها ميليشيا مدعومة من إيران إلى سقوط 3 من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة ما لا يقل عن 34 آخرين في الأردن. وبعد عشرة أيام، شنت القوات الأميركية غارة انتقامية بطائرة بدون طيار في بغداد، مما أسفر عن سقوط قائد كبير للميليشيا.

وتم إلقاء اللوم على إسرائيل في عدد من الهجمات في سوريا ولبنان. وفي فبراير، قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن إسرائيل كانت وراء غارة جوية على مبنى سكني في دمشق أسفرت عن سقوط شخصين.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على تلك الضربة، على الرغم من اعترافه بمئات الضربات السابقة على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا.

لكن الجيش الإسرائيلي اعترف بغارة في جنوب لبنان في فبراير قال إنها أدت إلى سقوط قائد في حزب الله، وفي مارس، لقي هادي علي مصطفى وهو قائد كبير في "حماس" حتفه في غارة جوية في جنوب لبنان.

مارس 2024.. أجواء متوترة

في نهاية مارس الماضي، استهدفت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار، سيارة في جنوب لبنان، مما أسفر عن سقوط شخص واحد على الأقل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله. واعترف "حزب الله" بسقوط علي عبد الحسن نعيم.

وفي اليوم نفسه، قتلت غارات جوية جنوداً بالقرب من حلب، شمال سوريا، فيما بدا أنه أحد أعنف الهجمات الإسرائيلية في البلاد منذ سنوات، وفق "رويترز".

وأسفرت تلك الضربات عن سقوط 36 جندياً سورياً و7 من مقاتلي حزب الله وسورياً من ميليشيا موالية لإيران.

ولم يعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته. ومع ذلك، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، على منصة "إكس": "سنلاحق حزب الله في كل مكان يعمل فيه وسنزيد الضغط ووتيرة الهجمات".

وفي شهر أبريل الجاري، استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق إثر هجوم إسرائيلي، وأسفر عن سقوط 7 من "الحرس الثوري"؛ بينهم القيادي البارز اللواء محمد رضا زاهدي، ونائبه. ورداً على هذا الهجوم، شنت إيران، مساء السبت إلى الأحد، هجوماً بمئات المسيرات والصواريخ على إسرائيل.

تصنيفات

قصص قد تهمك