كشفت أعمال تنقيب أثرية عن "أقدم مجتمع زراعي بشمال غرب إفريقيا"، بمنطقة واد بهت بالقرب من مدينة الخميسات في المغرب، هو الأول من نوعه يعود إلى الفترة ما بين 3400 و2900 قبل الميلاد، وهو "أكبر وأقدم مركب زراعي تم توثيقه في إفريقيا" خارج وادي النيل.
وقالت دراسة نشرت في المجلة الإنجليزية المرموقة Antiquity، إن هذا الموقع "يوفر رؤى جديدة حول استيطان المغرب الكبير بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، ويعزز فهمنا للدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة في تاريخ البحر الأبيض المتوسط".
وكشفت الأبحاث الأثرية عن وجود مجتمع زراعي واسع النطاق يمتد على مساحة تقارب عشرة هكتارات، مشابه في حجمه لمدينة "طروادة" الإغريقية من العصر البرونزي المبكر.
واكتشف الفريق أدلة على وجود نباتات وحيوانات تم تدجينها، بالإضافة إلى مجموعة غنية من الأدوات الأثرية، بما في ذلك الأواني الخزفية المزخرفة متعددة الألوان، والفؤوس المصقولة، وأدوات الطحن، وعدة أنواع من الأدوات الحجرية.
اتصال إفريقيا وأوروبا
وكشفت الحفريات عن وجود عدد كبير من حفر التخزين والمخازن العميقة، والتي كانت تستخدم على الأرجح لتخزين والحفاظ على المواد الزراعية.
كما تشير الأدلة من موقع واد بهت إلى وجود روابط قوية مع مواقع أخرى معاصرة في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث تم العثور على قطع عاج وبيض نعام تدل على اتصالات بين إفريقيا وأوروبا عبر مضيق جبل طارق.
وقالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في بيان، الأربعاء، إن المجتمع المكتشف في منطقة واد بهت بالقرب من مدينة الخميسات "يعود إلى الفترة ما بين 3400 و2900 قبل الميلاد، وهو أكبر وأقدم مركب زراعي يتم توثيقه في إفريقيا خارج وادي النيل".
وأضافت البيان أن المجتمع "يمتد على مساحة تقارب عشرة هكتارات، مشابه في حجمه لمدينة (طروادة) الإغريقية من العصر البرونزي المبكر"، مشيراً إلى أن الاكتشاف يقدم "رؤى جديدة حول استيطان المغرب الكبير بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، ويعزز فهمنا للدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة في تاريخ البحر المتوسط".
ويعد هذا الاكتشاف أحد نتائج مشروع دولي متعدد التخصصات في وادي بهت تم إطلاقه عام 2021 في إطار التعاون العلمي بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والمعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي/المجلس الوطني للبحوث، ومعهد ماكدونالد للبحث في الآثار بجامعة كمبريدج، والمعهد الإيطالي للشرق الأوسط والأقصى.