ما مصير مطار دبي الحالي عند اكتمال الانتقال إلى بديله الأكبر في العالم؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
منظر عام لمطار دبي الدولي، الإمارات. 8 يوليو 2020 - AFP
منظر عام لمطار دبي الدولي، الإمارات. 8 يوليو 2020 - AFP
دبي-الشرق

بدأت إمارة دبي في رسم خططها المستقبلية لموقع المطار الحالي DXB، بعد أن يكتمل الانتقال إلى مطار "آل مكتوم الدولي" DWC في غضون 10 سنوات، والذي سيصبح أكبر مطار في العالم، بطاقة استيعابية قدرها 260 مليون مسافر.

وقال بول جريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي في دولة الإمارات، لصحيفة "خليج تايمز"، إنه "بسبب قرب المطار من المدينة، لن يكون هناك أي مبرر تجاري للحفاظ على تشغيل المنشأتين".

ويقع مطار دبي الدولي في منطقة القرهود، وتم افتتاحه في سبتمبر 1960، ووفقاً للتفاصيل المتاحة على موقع المطار الإلكتروني، فقد استغرق 51 عاماً، وتحديداً منذ (30 سبتمبر 1960) إلى (31 ديسمبر 2011)، لاستقبال أول 500 مليون مسافر، لكنه سجّل بعدها 500 مليون راكب آخرين في 7 سنوات فقط.

وفي حوار آخر مع صحيفة "ذا ناشيونال"، رجّح جريفيث إغلاق مطار دبي الدولي بمجرد انتهاء عمليه الانتقال للمطار الجديد، ما يسمح بإعادة تنمية وتطوير منطقة القرهود، وفتح فرص لإعادة تطوير العقارات حول المطار في هذه المنطقة.

"بداية جديدة في مكان جديد"

وأشار جريفيث، إلى أنه على مدى العقد المقبل، وبمجرد نقل العمليات إلى مطار "آل مكتوم الدولي"، فإن كثيراً من الأصول في مطار دبي الدولي ستكون حينها "قديمة جداً".

وأضاف لصحيفة "خليج تايمز": "بدلاً من أن يكون هناك برنامج لاستبدال الأصول، والذي من الواضح أنه سيكون مكلفاً، فمن المنطقي أن يجرى غلق مطار دبي الدولي في تلك المرحلة".

وتابع قائلاً: "ما سنفعله هو أن نغتنم الفرصة لنبدأ بداية جديدة في موقع جديد أكبر بخمس مرات من مطار دبي الدولي، ومن الواضح أنه سيصبح مشروعاً كبيراً".

وعن حيثيات خطط إنشاء مطار جديد عوضاً عن توسعة القديم، قال جريفيث لـ"ذا ناشيونال"، إن موقع مطار دبي الدولي في وسط المدينة، يصعب من عملية توسيعه.

وسيستمر مطار دبي الدولي DXB في العمل باعتباره محوراً رئيسياً، لتلبية احتياجات أكثر من 100 مليون مسافر، حتى دخول مطار "آل مكتوم الدولي" إلى الخدمة بكامل سعته.

وفي عام 2023، احتل مطار دبي الدولي DXB صدارة أكبر المطارات في العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين للعام العاشر على التوالي، ومن المتوقع أن تتجاوز حركة المرور فيه 88.8 مليون مسافر في عام 2024.

المطار والمدينة.. من يأتي إلى من؟

وقال الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، إن الانتقال من مطار دبي الدولي DXB إلى مطار "آل مكتوم الدولي"  DWC "سيبدأ قريباً".

وستصل تكلفة مبنى المسافرين الجديد بمطار DWC، الواقع في جنوب دبي، إلى 128 مليار درهم (35 مليار دولار)، وسيضم 400 بوابة للطائرات، و5 مدارج متوازية، بالإضافة إلى تقنيات جديدة لأول مرة في قطاع الطيران.

وأضاف لـ"خليج تايمز": "لا نعتقد أننا سنتمكن من نقل أكثر من 30 مليون مسافر إلى المطار الجديد قبل افتتاح المرحلة الثانية، لكن إذا فكرنا في الأمر.. 30 مليوناً في آل مكتوم، ولنقل 120 مليوناً في مطار دبي الدولي، فيعطينا 150 مليون مسافر، وهو ما يزيد بمقدار 60 مليون مسافر عما نستوعبه اليوم، لذلك، فإننا نملك مجالاً للنمو، ولكننا نفضل أن يكون هذا النمو في نفس المكان، مع منشأة حديثة".

وقال جريفيث لـ"ذا ناشيونال": "هناك فرص هائلة للتنمية داخل وفي محيط المطار الحالي. لا يمكن التخيل أننا سنواصل تشغيله لفترة طويلة. الفكرة وراء مطار آل مكتوم الدولي، هو توفير سعة كافية لاستيعاب الطلب على السفر في المستقبل، بسعة أولية تبلغ 150 مليون راكب، وزيادتها إلى 260 مليون راكب ما أن تكتمل جميع المراحل".

وتحدّث جريفيث عن المخاوف بشأن المسافة البعيدة لمطار "آل مكتوم الدولي" مقارنة بالمطار الحالي، موضحاً: "في اعتقادي أن فكرة قرب مطار دبي الدولي لوسط المدينة، وفكرة المسافة البعيدة لمطار آل مكتوم الدولي، سوف تتبدد كلها بمرور الوقت، لأن تطوير المدينة سيستمر على قدم وساق في الجنوب نحو مكان المطار الجديد".

وأضاف: "في الواقع، المدينة تأتي إلى المطار، بدلاً من أن يذهب المطار إلى المدينة"، وكان جريفيث يشير إلى خطة بناء مدينة بأكملها حول المطار، في جنوب دبي.

وكشفت إمارة دبي في وقت سابق أن مطار "آل مكتوم الدولي"، سيحتوي على "نظام نقل آلي للأشخاص"، و"مركز نقل بري متكامل" من طرق وشبكات مترو، إضافة إلى النقل الجوي المدني.

وتابع جريفيث، أن "المهمة الرئيسية للمطار.. هي توفير انتقال فعّال وسلس للغاية بين النقل الأرضي بجميع أنواعه، والنقل الجوي بجميع أشكاله"، مؤكداً العمل "بكل جدّ لتصميم أفضل الأنظمة والحلول في المطار الجديد قدر الإمكان، بما في ذلك الطرق الجديدة والمبتكرة، تبدأ من مغادرة المسافر لبيته أو مكتبه، وتنتهي بوصوله إلى متن الطائرة".

"خطة جريئة"

ويربط مطار دبي الدولي في طاقته الحالية بين 262 وجهة في 104 دول، مع استقبال 102 شركة طيران عالمية، وفقاً لأحدث البيانات.

ومن المتوقع أن يُحدث المطار الجديد صدى عالمياً كبيراً، إذ أن مطار دبي الدولي هو أكبر مطار في العالم من حيث حركة مرور الركاب، وفي هذ السياق، قال بول جريفيث لـ"ذي ناشيونال": "هذه أنباء كبيرة لمجتمع الطيران العالمي، وهي تؤشر إلى قصة نمو صناعة الطيران في دبي على مدار الخمسين عاماً المقبلة. كان من المحتم اتخاذ هذا القرار لأن مطار دبي الدولي تأسس في 1960 في موقع بات محدوداً حالياً".

واعتبر جريفيث أن الخطة الجريئة التي تمتد على مدار 10 سنوات، تلقي الضوء على العلاقة بين النمو الاقتصادي للإمارة، وصعود صناعة الطيران، حين تقارنها مع النمو الأبطأ لمدن أخرى في إكمال مشروعات البنية التحتية لمطارتها.

وأشار إلى أن الكثير من مشروعات توسع المطارات بما في ذلك مطار هيثرو في لندن، وبراندنبورج في برلين، واجهت تحديات عدّة، وتأخيرات في المضي قدماً.

وشدّد على أن الفكرة وراء مبنى الركاب الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، هي توفير سعة كافية لاستيعاب شكل وحجم صناعة الطيران كما ستصبح عليه في 10 سنوات، قائلاً: "أستطيع بثقة كبيرة أن أؤكد أنه في خلال 10 سنوات ستتجاوز حركة السفر السعة القصوى لمطار دبي الدولي، ما يجعل التوقيت مثالياً".

تصنيفات

قصص قد تهمك