شواطئ غزة.. استراحة قصيرة من جحيم الحرب والحر

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطينيون يتجمعون عند شاطئ البحر في دير البلح بقطاع غزة، 17 يناير 2024 - AFP
فلسطينيون يتجمعون عند شاطئ البحر في دير البلح بقطاع غزة، 17 يناير 2024 - AFP
غزة -أ ف ب

دفع ارتفاع درجات الحرارة في دير البلح، ناجي أبو وسيم وأسرته للهرب إلى البحر، وقضاء بعض الوقت بعيداً عن خيم النزوح، بعد حوالي ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة.

ووصل الآلاف إلى شاطئ بحر دير البلح في وسط قطاع غزة، الأربعاء، بعضهم نزل إلى البحر للسباحة، فيما فضل آخرون البقاء على الشاطئ، واصطحب أحدهم حصاناً ركبوه، وأمكن رؤية جمل مع شبان آخرين.

وقال "أبو وسيم": "البحر متنفسنا الوحيد، أمضيت مع أسرتي ست ساعات على البحر، الأطفال كانوا فرحين.. هذا هدفنا الأول أن نخرجهم من (أجواء) الدمار والقتل والحرب، رغم أنهم يسمعون انفجارات في كل لحظة والطائرات تجوب الأجواء.. إن شاء الله تنتهي هذه الحرب، ونرجع إلى مدينة غزة حتى لو على الركام".

أما محمود الخطيب (28 عاماً)، النازح من مدينة غزة إلى منطقة الزوايدة قرب دير البلح، فوصف الخيمة بأنها "مثل الفرن"، في إشارة إلى الحر الشديد، مضيفاً: "اليوم كانت فرصة أمامنا أن نتوجه إلى البحر بسبب الحرارة المرتفعة، اصطحبت زوجتي وأولادي... أفضل من الخيمة".

وتخوّف "الخطيب " من فصل الصيف القادم، قائلاً: "نحن مقبلون على فصل صيف حار.. درجات الحرارة تقتلنا إلى جانب الحرب، وليس أمامنا سوى شاطئ البحر.. يكفي سبعة شهور من الحرب، لم يبق شيء، لا بيوت ولا مال ولا بنية تحتية، لا شكل للحياة، كل شيء معدوم".

ورصدت عدسة وكالة "فرانس برس" أطفالاً يلهون على الشاطئ وآخرين على الرمال، بينما كانت نسوة محجبات يلتقطن الصور.

ومن بين الذين هربوا إلى البحر، يونس أبو رمضان الذي اصطحب زوجته وأولاده، وقال: "لا مفرّ أمامنا سوى التوجه إلى البحر، حاولنا أن ننسى ما نحن فيه لكن الظرف صعب، إطلاق النار والقصف في كل مكان".

وأضاف "أبو رمضان"، الذي نزح مع عائلته المؤلفة من عشرين شخصاً بينهم أطفال من حي النصر في شمال قطاع غزة إلى دير البلح: "نعيش في خوف ورعب، ونتمنى أن نعود إلى بيوتنا في غزة".

أما زوجته "أم رمضان" فقالت إن خيم النزوح "مثل علبة السردين، تكدّس وازدحام.. لا نعرف الراحة ولا الهدوء، الطيران من جانب، وقلق الأطفال من جهة ثانية"، مضيفة: "البحر متنفسنا.. شاهدنا كل الناس الموجودة في الخيم، وقد نزلوا إلى البحر مثلنا؛ لأن الجو حار جداً".

ولم تخف السيدة خوفها من القصف الإسرائيلي: "نحن خائفون أن يتم قصفنا من البحر أيضاً، الزوارق (الحربية الإسرائيلية) قريبة من الشاطئ لكن الله سلمنا ونأمل أن تنتهي الحرب ونعود إلى منازلنا".

وشهدت الأشهر الماضية من الحرب نزوحاً جماعياً للفلسطينيين في غزة إلى المناطق الجنوبية بالقرب من الحدود مع مصر، بسبب اشتداد المعارك في الشمال، بينما تصرّ تل أبيب على "اجتياح رفح" للقضاء على آخر كتائب "حماس"، وفق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت.

وتقول إسرائيل إن هجمات "حماس" في السابع من أكتوبر أسفر عن سقوط 1200 إسرائيلي، واحتجاز 253 شخصاً، وتشير تقديرات إلى بقاء 129 محتجزاً في غزة.

وفي رد انتقامي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة ضد سكان قطاع غزة، أودت بحياة أكثر من 33 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 76 ألفاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك