No Tech For Apartheid.. حملة ترفض تزويد إسرائيل بالذكاء الاصطناعي

time reading iconدقائق القراءة - 8
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي بجنود من الكتيبة 51 لواء جولاني عند نقطة تجمع بالقرب من غزة. 19 أكتوبر 2023- - وسائل التواصل الاجتماعي
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي بجنود من الكتيبة 51 لواء جولاني عند نقطة تجمع بالقرب من غزة. 19 أكتوبر 2023- - وسائل التواصل الاجتماعي
دبي-الشرق

اشتهرت منظمة لا تكنولوجيا للأبارتهايد No Tech For Apartheid الأميركية بمعارضتها الشّديدة للصفقة التي فازت بها شركة جوجل عام 2021، لتزويد الحكومة الإسرائيلية بالذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية، في ما يعرف بمشروع Nimbus، الذي سيسّهل على حكومة إسرائيل مراقبة الفلسطينيين"، فيما ردّت جوجل على هذه الاحتجاجات بخطوات تصعيدية. 

وتضمّ المجموعة الاحتجاجية، أكثر من 200 موظف في "جوجل" يشاركون بشكل وثيق في التنظيم، وفقاً لأعضاء المنظمة، الذين يقولون إن هناك مئات العمال الآخرين المتعاطفين مع أهدافهم.

وفي موقعها الرّسمي تقول المنظمة إن المسؤولين التنفيذيين في شركة "جوجل" وقّعوا في مايو 2021، عقداً مع الحكومة الإسرائيلية بقيمة 1.22 مليار دولار لتوفير التكنولوجية السحابية، بينما كان الجيش يقصف المنازل والعيادات والمدارس في غزة ويهدّد بطرد العائلات الفلسطينية من منازلها".

وأضافت: "من خلال التعامل مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ستسهل أمازون وجوجل على الحكومة الإسرائيلية مراقبة الفلسطينيين وإجبارهم على ترك أراضيهم".

والأربعاء، أقدمت شركة "جوجل" على طرد 28 موظفاً شاركوا في الاحتجاجات ضد الصفقة. وجرت الاحتجاجات، عبر مكاتب الشركة في نيويورك وسياتل وسانيفيل في كاليفورنيا.

وقالت جوجل، إن المتظاهرين كانوا يعطّلون المكاتب، وكانوا "يعيقون جسدياً عمل الموظفين الآخرين ويمنعونهم من الوصول إلى المرافق".

ما هو مشروع Nimbus؟

ومشروع Nimbus هو اتفاق مثير للجدل بين الحكومة الإسرائيلية وشركتين تكنولوجيتين هما جوجل وأمازون، وكانت تقارير في الصحافة الإسرائيلية قد أشارت سابقاً إلى أن الشركتين ممنوعتان بموجب العقد من منع جهات تابعة للحكومة الإسرائيلية من استخدام التكنولوجيا الخاصة بهما في إطار مشروع Nimbus، وهو بند اشترطته إسرائيل لضمان عدم خضوع الشركتين لحملات المقاطعة وأي ضغوط قد تتعرض لها بسبب انتهاكاتها وسياساتها.

والخميس، قالت مجلة "تايم" الأميركية إنها اطلعت على أول وثيقة تؤكد أن وزارة الدفاع الإسرائيلية هي أحد عملاء خدمات Google للحوسبة السحابية، وأظهرت الوثيقة أن الوزارة تملك Landing Zone خاصة بها في خدمات Google السحابية، وهي نقطة دخول آمنة للبنية التحتية للحوسبة السحابية التي توفرها شركة جوجل، والتي تسمح لإسرائيل بتخزين البيانات ومعالجتها والوصول إلى الخدمات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

وستقدم جوجل خدمات حوسبة سحابية تمنح إسرائيل قدرات للكشف عن الوجه، وتصنيف الصور الآلي، وتتبع الكائنات، وحتى تحليل المشاعر الذي يدعي تقييم "المحتوى العاطفي" للصور وتحليل الكلام والكتابة.

وبالتالي، يوفر المشروع إمكانية لضبط الفلسطينيين والسيطرة عليهم.

وفي تحقيق سابق يعود إلى العام 2021، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن برنامج Blue Wolf، وهو برنامج عسكري سري يهدف إلى مراقبة الفلسطينيين من خلال شبكة من الهواتف الذكية والكاميرات التي تدعم تقنية التعرف على الوجه.

ويتكون المشروع من 4 مراحل، تبدأ بإنشاء البنية التحتية السحابية، وتنتهي بتنفيذ العمليات السحابية وتحسينها. ويشمل خدمات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والتي يتم تقديمها لمختلف الوكالات الحكومية الإسرائيلية. وتشمل هذه وظائف مثل تقنية التعرف على الوجه، وتتبع الأشياء، وتتبع الفلسطينيين.

لماذا تعارض المنظمة المشروع؟

تقول المنظمة إنها تسعى إلى مواجهة "شركات التكنولوجيا عديمة الضمير وترساناتها الرقمية الضخمة، والكشف عن دور التكنولوجيا في العدالة الجنائية وإنفاذ القوانين".

وفي بيان أصدرته عقب حرب غزة، ذكرت المنظمة أن جوجل هي المستفيدة من الحرب، وأنها تساعد وتحرض بشكل مباشر على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

ومن جملة الاتهامات التي وجهتها المنظمة إلى جوجل، أنها تتواطأ بشكل متعمد مع "قوات الاحتلال الإسرائيلي في مذبحتها بحق الفلسطينيين، ما يؤدي إلى تعميق علاقتها مع دولة تنفذ إبادة جماعية يتم بثها على الهواء مباشرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لأكثر من 6 أشهر".

وتؤكد No Tech For Apartheid التي تربط تجارب مجتمعات المهاجرين من الأفارقة في الولايات المتحدة بالشعب الفلسطيني، أن حكومة الفصل العنصري تسعى إلى التحكم في الفلسطينيين عبر التكنولوجيا التي تتيحها شركات ضخمة من قبيل جوجل".

ونظمت المنظمة العام الماضي مسيرات، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر، حيث حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا مزيد من الإبادة الجماعية من أجل الربح".

ودعت المنظمة إلى استخدام التكنولوجيا لأغراض إنسانية، وليس تمكين الفصل العنصري والتطهير العرقي والاستعمار الاستيطاني، مضيفة أنها "على خطى أولئك الذين ناضلوا من أجل التخلص من الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وانتصروا، تقع على عاتقنا مسؤولية أن ننهض لدعم الحرية الفلسطينية".

وفي الاحتجاجات الأخيرة، دخل الموظفون المكاتب ورفضوا المغادرة، ما دفع جوجل إلى استدعاء سلطات إنفاذ القانون. ووصفت في بيان هذا السلوك بأنه "غير مقبول على الإطلاق".

هل ستستمر الحملة؟

قال متحدث باسم جوجل في بيان الأربعاء: "كانت هذه الاحتجاجات جزءاً من حملة طويلة الأمد قامت بها مجموعة من المنظمات والأشخاص الذين لا يعملون إلى حد كبير في جوجل".

وفي السنوات الأخيرة، طردت الشركة العديد من الباحثين الذين أثاروا مخاوف بشأن التحيزات المحتملة المضمنة في أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

وقالت المجموعة إن "عمليات الفصل الجماعي غير القانوني هذه لن توقفنا. بل على العكس من ذلك، فهي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الوقود لنمو هذه الحركة".

وأصدرت شركة جوجل تحذيراً شديد اللهجة لموظفيها، إذ قال نائب رئيس الشركة للأمن العالمي، كريس راكو: "إذا كنت واحداً من القلائل الذين يميلون إلى الاعتقاد بأننا سنتجاهل السلوك الذي ينتهك سياساتنا، ففكر في مرة أخرى"، وفقاً لمذكرة داخلية حصلت عليها شبكة CNBC.

وقالت الشركة أيضاً إن مشروعها "ليس موجهاً إلى الأجهزة الاستخباراتية وبعيد عن الخطط العسكرية المرتبطة بالأسلحة".

هل يستخدم المشروع في الغارات الجوية؟

في مقابلة سابقة مع متحدث باسم جوجل، قالت عملاقة التكنولوجيا إن عملها لصالح الحكومة الإسرائيلية مخصص للأغراض المدنية إلى حد كبير.

وأضاف المتحدث لمجلة "تايم": "لقد كنا واضحين جداً أن عقد Nimbus مخصص للأعمال التي يتم تشغيلها على منصتنا التجارية من قبل وزارات الحكومة الإسرائيلية مثل المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم".

وتابع: "ليس موجهاً إلى أعباء عمل عسكرية حساسة للغاية أو سرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة المخابرات".

وتأتي هذه الأخبار بعد أن أشارت تقارير حديثة في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي، الذي يخضع لتعليمات وزارة الدفاع، يستخدم نظاماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف للغارات الجوية على غزة.

وسابقاً، نقلت مجلة "972+" أن الجيش الإسرائيلي استخدم في حملة القصف الجوي على قطاع غزة قاعدة بيانات مدعومة بنظام ذكاء اصطناعي لم يكشف عنها سابقاً، حددت في إحدى المراحل 37 ألف فلسطيني كأهداف محتملة للاغتيال.

وذكرت مجلة "تايم" نقلاً عن خبراء قولهم أنه من المحتمل أن يتطلب نظام الذكاء الاصطناعي هذا بنية تحتية للحوسبة السحابية لكي يعمل. ولا يحدد عقد جوجل التطبيقات العسكرية، إن وجدت، التي تستخدمها وزارة الدفاع ضمن خدمات الشركة السحابية، ولا يوجد دليل على استخدام تقنية جوجل لأغراض الاستهداف.

تصنيفات

قصص قد تهمك