انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن، دور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مجدداً، واصفاً نهج الأخير في إدارة الحرب بـ"الخطأ"، دون الإشارة إلى أي تغييرات كبيرة في سياسة الولايات المتحدة تجاه تل أبيب.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة تلفزيون "يونيفيجون" Univision الأميركية، الثلاثاء، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان نتنياهو أكثر قلقاً بشأن البقاء على رأس السلطة من المصلحة العامة لإسرائيل: "أعتقد أن ما يفعله خطأ (بشأن التعنت في بعض الأمور المتعلقة بحرب غزة)". وأضاف: "أنا لا أتفق مع نهجه".
وأشار إلى أنه دعا الإسرائيليين إلى وقف إطلاق النار، والسماح بالوصول الكامل إلى جميع المواد الغذائية والأدوية التي تدخل البلاد في الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة.
وكثّف بايدن أيضاً من ضغوطه على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه تحدث مع السعودية والأردن ومصر، وهم "مستعدون لإدخال هذه الأغذية". وأضاف: "لا يوجد عذر أمام إسرائيل في عدم توفير احتياجات هؤلاء الناس من الغذاء والدواء".
وأظهرت المقابلة التحول الكبير في سياسة بايدن تجاه إسرائيل منذ قتل تل أبيب عمال الإغاثة من منظمة "وورلد سنترال كيتشن" في غزة، وسط انتقادات عالمية واسعة ومتزايدة بشأن تعامل تل أبيب مع الحرب على القطاع، بحسب شبكة NBC.
وأشاد بايدن، الشهر الماضي، بخطاب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي انتقد نتنياهو، ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وقال شومر (ديمقراطي من نيويورك) وهو أرفع مسؤول يهودي بالحكومة الأميركية، وحليف قوي تاريخياً لإسرائيل، في تصريحاته إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سمح "لبقائه السياسي أن يكون له الأسبقية على مصالح إسرائيل".
بايدن في مرمى الانتقادات
وتعرض بايدن أيضاً لانتقادات لعدم دعم تعليقاته بفرض شروط بشأن بيع الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل. وكانت شبكة NBC ذكرت في وقت سابق، أن الولايات المتحدة اتخذت قراراً في مارس الماضي بإرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي، وقع أكثر من 30 ديمقراطياً في الكونجرس، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، رسالة تحض بايدن على وقف عمليات نقل الأسلحة إذا "فشلت إسرائيل في تخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة بشكل كاف، بما في ذلك عمال الإغاثة".
وكان بايدن قد انتقد نتنياهو قبل الغارة الجوية الإسرائيلية في مطلع أبريل التي أسفرت عن قتل 7 من العاملين في المجال الإنساني بمنظمة "وورلد سنترال كيتشن"، لكنه بدأ يتخذ موقفاً أكثر تشدداً بعد الضربة.
وقال بايدن، الأسبوع الماضي: "لم تفعل إسرائيل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة الذين يحاولون إيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين".
وفي الأيام الأولى بعد 7 أكتوبر، أكد بايدن مراراً أن دعمه لإسرائيل كان "صلباً". ومنذ ذلك الحين، اضطر الرئيس إلى التعامل مع المتظاهرين المناهضين للحرب والمؤيدين للفلسطينيين.
وأعرب بايدن عن "مخاوف عميقة" بشأن الهجوم الإسرائيلي المحتمل في رفح لنتنياهو في محادثة أجريت معه في مارس الماضي، بحسب البيت الأبيض.
ولجأ إلى رفح نحو 1.5 مليون من سكان غزة هرباً من المعارك في أنحاء أخرى من القطاع، إلا أن الجيش الإسرائيلي يستهدفها بشكل متكرر.