تعتزم روسيا إقامة قاعدة بحرية على ساحل البحر الأسود في منطقة أبخازيا الانفصالية في جورجيا، حسب ما ذكر زعيم المنطقة أصلان بجانيا لوسائل إعلام روسية، الخميس، وسط تصاعد هجمات أوكرانية على السفن الحربية الروسية.
يأتي إعلان زعيم منطقة أبخازيا الانفصالية غداة لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي ظل عدة هجمات أوكرانية استهدفت الأسطول الروسي في القرم، وأحرجت الكرملين.
ويتصاعد التوتر بشأن الممر المائي المهم منذ يوليو الماضي، مع انسحاب روسيا من اتفاقية تضمن المرور الآمن لسفن الشحن من المرافئ الأوكرانية وإليها على البحر الأسود.
وقال أصلان بجانيا لصحيفة "إزفستيا" الروسية في مقابلة، الخميس: "وقّعنا اتفاقاً، وفي المستقبل القريب ستكون هناك نقطة انتشار دائمة للبحرية الروسية في منطقة أوشامتشير".
وأوضح بجانيا أن الهدف من الاتفاق هو "زيادة القدرة الدفاعية لكل من روسيا وأبخازيا".
وأضاف أن "هذا النوع من التعاون سيستمر، لأنه يحمي المصالح الأساسية لكل من أبخازيا وروسيا. والأمن فوق كل شيء".
من جانبه، امتنع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن التعليق. وقال للصحافيين إن "الأسئلة المتعلقة بانتشار جنودنا وسفننا، توجه لوزارة الدفاع".
"معكم حتى النهاية"
وزار بجانيا روسيا في وقت سابق هذا الأسبوع للقاء بوتين، وخلال لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أعرب الزعيم الانفصالي عن دعمه للهجوم الروسي في أوكرانيا.
ونقلت عنه وكالات أنباء روسية قوله مخاطباً لافروف: "تأكدوا أننا معكم حتى النهاية".
ولدى روسيا قواعد عسكرية دائمة في أبخازيا، وفي منطقة انفصالية أخرى مدعومة من موسكو هي أوسيتيا الجنوبية، واعترفت بهما روسيا كدولتين مستقلتين عقب حربها مع الدولة القوقازية عام 2008.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن روسيا سحبت الجزء الأكبر من أسطولها في البحر الأسود من قاعدتها الرئيسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، بسبب الهجمات الأوكرانية. ولم يصدر عن روسيا تعليق بعد.
جورجيا: "انتهاك صارخ"
في المقابل، اعتبرت السلطات الجورجية الخطط "انتهاكاً صارخاً لسيادة جورجيا، وسلامة أراضيها".
وقالت وزارة الخارجية في تبليسي، في بيان: "نعبر عن قلقنا لبيان نظام الاحتلال الروسي في سوخومي في ما يتعلق بإنشاء قاعدة عسكرية روسية أخرى على الأراضي الجورجية المحتلة".
ومنذ سنوات تسعى جورجيا، الجمهورية السوفييتية السابقة، للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في عملية تسارعت بعد حرب خاطفة مع روسيا في 2008، غير أن السلطات الجورجية مُتهمة من المعارضة بالتقرب من الكرملين.
هجمات أوكرانية مكثفة
والشهر الماضي، قصفت أوكرانيا مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، ما شكل ضربة قوية لموسكو.
وقالت كييف إنها أسقطت قائد الأسطول بضربة بصاروخ "كروز"، لكنها تراجعت عن تصريحاتها بعد أن نشرت روسيا صوراً تظهر القائد العسكري خلال حضوره اجتماعاً لمسؤولي الدفاع.
وذكرت وسائل إعلام روسية، أن موسكو بدأت سحب سفنها الحربية من شبه جزيرة القرم عقب هجمات عدة، مشيرة إلى صور عسكرية وصور أقمار اصطناعية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في وقت سابق هذا الأسبوع، إن "أنشطة" أسطول البحر الأسود تُنقل بشكل متزايد إلى قاعدة بحرية روسية في الشرق.
وأضافت في التحديث الدوري الذي تقدمه الاستخبارات العسكرية على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن السفن الحربية "تنتقل على الأرجح إلى نوفوروسيسك في مواجهة التهديدات على سيفاستوبول".