مع هطول الأمطار الغزيرة، وهبوب العواصف، تختلف استجابة البشر من شخص إلى آخر، ومع لجوء السلطات إلى سياسات مثل تعطيل المدارس؛ لتقليل آثار الظواهر الجوية العنيفة، قد يحتاج الآباء إلى توجيه دعم أكبر لأطفالهم الذين من المحتمل إصابتهم بالقلق والاضطراب بسبب تلك التقلبات.
وتواصل هطول الأمطار، الثلاثاء، على مناطق متفرقة من دول الخليج، بسبب "منخفض المطير" الجوي، وفيما تترقب دول المنطقة تطور الأحداث المناخية، تشير "مايو كلينك" إلى أن ترقب العواصف قد يكون أشد أثراً على الأطفال من العاصفة نفسها لما لذلك من تأثير على استمرار التوتر والقلق، كما يخشى الأطفال المصابون بحساسية خاصة للضوضاء، أو الضوء، الرعد والبرق بشكل خاص.
ويعوق الشعور بالخوف قدرة الأطفال على الانخراط في أنشطة اعتيادية مثل أداء الفرض المدرسي، نتيجة عدم القدرة على التركيز، وأمام كل ذلك، يمكنك القيام بأشياء عدة لمحاولة تخفيف مخاوف الأطفال وطمأنتهم، منها ما يلي:
- خطة البقاء بأمان
تحدَّث إلى ابنك عما فعلَتْهُ أسرتك من قبل، وكيف حافظ ذلك على سلامتكم، شارك ما ستفعله خلال العاصفة- حتى لو كنت بالخارج أو بعيداً عن المنزل، طمئِنهُ أنك ستفعل ما في وسعك للحفاظ على سلامته.. إذا كان طفلك قد مر بتجربة مخيفة، مثل الإخلاء، فأخبره كيف كان ذلك مخيفاً، وكيف تعاملَتُم معه كعائلة، واشرح ما ستفعله إذا حدث هذا الموقف مرة أخرى.
- المعرفة مفيدة
الكتب أو المواقع الإلكترونية أو المصادر الأخرى التي تناقش الطقس جيدةٌ لابنك لمعرفة المزيد.. كما أن التعرف على الطقس، وفهم أسباب العاصفة يمكن أن يخفف قلق بعض الأطفال. فقط، احرص أن تركز المصادر التي تختارها على العواصف نفسها بدلاً من التركيز على الدمار الذي قد تسببه، وبالمثل، إذا كنت تحاول البقاء على اطلاع دائم بعاصفة قد تؤثر فيك، فضع في اعتبارك مكان وجود ابنك وما قد يسمعه.
- تقليل سلوكيات السلامة
وحاول أيضاً مساعدة ابنك على تقليل "سلوكيات السلامة".. وهي الأمور التي يفعلها وتجعله يشعر بشيء من التحسن، إلا إنها لا تفعل أي شيء فعلياً لإبقائه سالماً، وقد تتضمن هذه السلوكيات التحقق من توقعات الطقس، أو السؤال عما إن كان سيتم التوجه إلى المأوى، وعندما يعتمد الأطفال على مثل هذه السلوكيات، فإن هذا يمنعهم من تعلُّم أنه يمكنهم التعامل مع قلقهم عند الريبة.. مع تقليل هذه السلوكيات، فسيرى الأطفال أنهم قادرون على التعامل مع عدم معرفة ما سيحدث بالضبط، وأنه غالباً ما ستكون الأمور على ما يرام.
- لا تعاقب الطفل
وبينما تستعين بطرق لمساعدة ابنك على التعامل مع خوفه، تذكر أنه من المهم أن تكون داعماً ومشجعاً.. لا تعاقب الطفل، أو تقلل من شأنه أبداً لأنه خائف.
إذا استمر الخوف، على الرغم من محاولاتك، أو إذا تفاقم أو أصبح مزعجاً لك، فقد حان الوقت لطلب المساعدة من متخصص.
ويشمل علاج القلق من العاصفة مساعدة الأطفال على مواجهة خوفهم.. وقد يبدأ ببساطة بالحديث عن العواصف، وقد يتحول الأمر إلى قراءة قصص عن العواصف، ومشاهدة مقاطع فيديو للزوابع، أو الأعاصير، أو غيرها من العواصف الكبيرة.
في النهاية، قد يشمل الأمر جعل الطفل يخرج تحت المطر، أو يقف بأمان بالقرب من النافذة لمشاهدة عاصفة ما خلال حدوثها.