استمرار احتجاجات حرب غزة في جامعات أميركا.. والبيت الأبيض يدعو للسلمية

"حملة القمع" التي شنتها الشرطة ضد الطلاب قوبلت بانتقادات واسعة

time reading iconدقائق القراءة - 8
الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة جنوب كاليفورنيا- 24 أبريل 2024 - Reuters
الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة جنوب كاليفورنيا- 24 أبريل 2024 - Reuters
دبي-الشرقوكالات

استمرت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية مطلع الأسبوع، وتواصلت حملات القمع والاعتقالات من جانب الشرطة، فيما تعهد الطلاب بمواصلة اعتصامهم في الخيام لحين تلبية مطالبهم، فيما شدّد البيت الأبيض على وجوب أن تحافظ الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين على الطابع السلمي

ويدعو الطلاب إلى وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن مطالبة الجامعات بوقف الاستثمار في الشركات الإسرائيلية التي تتعامل مع الجيش، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.

وامتدت موجة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى حرم الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة، بعد اعتقال أكثر من 100 في جامعة كولومبيا قبل أكثر من أسبوع.

"مظاهرات مضادة"

وبحسب ما أفادت وكالة "رويترز"، قال متحدث باسم جامعة كولومبيا إنها شهدت حالة من الهدوء السبت، ولم ترد تقارير عن اعتقالات بعد مناوشات وقعت خلال الليل.

لكن حملات القمع استمرت في عدد من الجامعات السبت، وشمل ذلك إغلاقاً لجامعة جنوب كاليفورنيا وسط وجود مكثف للشرطة. وأُلقي القبض على أكثر من 200 شخص في عدد من الجامعات، بينهم 80 شخصاً خلال وقت متأخر السبت بجامعة واشنطن في سانت لويس.

ومن بين المعتقلين في جامعة واشنطن المرشحة الرئاسية عن حزب الخضر جيل ستاين.

وقالت ستاين في بيان: "إنهم يرسلون قوات الأمن ويثيرون أعمال شغب في مظاهرة سلمية. لذا فإن هذا أمر مخجل".

وأوضحت جامعة واشنطن في بيان أن المعتقلين سيواجهون اتهامات بـ"التعدي على ممتلكات الغير".

ومن المنتظر أن تشهد جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس مظاهرات مضادة، الأحد، في وقت تُخطط مجموعات خارجية للتظاهر دعماً للمخيمات المؤيدة للفلسطينيين، وأخرى تعتزم تنظيم احتجاجات مناهضة لها.

كما يعتزم أعضاء مركز "هاريت توبمان" للعدالة الاجتماعية دعم حق الطلاب في الاحتجاج، لكن مجموعة تسمى Stand With Us ستُنّظم مسيرة بعنوان "الوقوف لدعم الطلاب اليهود" من أجل "مناهضة الكراهية ومعاداة السامية".

وحار مديرو الكليات في أمرهم بحثاً عن أفضل استجابة للتظاهرات، إذ كانوا عالقين من جهة بين حرصهم على احترام الحق في حرية التعبير، ومن جهة أخرى على ضرورة احتواء ما يقول البعض إنها "دعوات تحريضية معادية للسامية وعنيفة أحياناً".

البيت الأبيض يحض على السلمية

في وقت سابق الأحد، شدّد البيت الأبيض على وجوب أن تحافظ الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين على الطابع السلمي، في أعقاب اعتقال الشرطة نحو 275 شخصا في 4 جامعات منفصلة خلال عطلة نهاية الأسبوع. 

وأثارت الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع انتباه الرئيس جو بايدن.

وفي تصريحات لشبكة ABC News، الأحد، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الرئيس يعلم أن هناك مشاعر قوية للغاية بشأن الحرب في غزة.

وأضاف: "إنه يفهم ذلك ويحترمه، ومثلما قال مرات عديدة، نحن بالتأكيد نحترم حق الاحتجاج السلمي. يجب أن يتمتع الناس بالقدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة وجهات نظرهم علناً، لكن يجب أن يكون الأمر سلمياً".

وأضاف كيربي أن الرئيس يستنكر معاداة السامية وخطاب الكراهية.

وفي جامعة جنوب كاليفورنيا، ألغت الإدارة حفل التخرج الرئيسي بعد أن ألغت خطاباً كانت ستلقيه طالبة مسلمة قالت إن الكراهية المعادية للفلسطينيين أسكتتها.

وقالت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس إنها تعتقد أن إلغاء حفل التخرج قرار "كان عليهم اتخاذه".

وفي مشاركة ضمن برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة CNN، أضافت باس: "كانوا يتوقعون وصول نحو 65 ألف شخص إلى الحرم الجامعي، ولم يشعروا أن الأمر سيكون آمناً".

"توتر في الجامعات"

بحسب ما ذكرت شبكة CNN الأميركية، لا تزال الجامعات بجميع أنحاء الولايات المتحدة في حالة من التوتر، ليس فقط بسبب الأنشطة السياسية المؤيدة لحقوق فلسطين، بل أيضاً نتيجة الاستجابة التي تشهدها بينما يقف العام الدراسي على أعتاب نهايته.

وفي حين أن موجة الاعتقالات الأخيرة استحوذت على اهتمام كبير، فإن الكليات الأميركية، وفقاً للشبكة، تستخدم أساليب لإجهاض المظاهرات الطلابية، على غرار الاعتقالات، والإيقاف الأكاديمي، والطرد.

وفي ظل إصرار الطلاب الأميركيين على أن تكتيكاتهم سلمية، غالباً ما يشجب المسؤولون تلك الاحتجاجات في الجامعات باعتبارها تخريبية، ما دفع بعضهم في جامعات إنديانا وجورج واشنطن وولاية كاليفورنيا إلى تطبيق القواعد التي تحكم استخدام الأماكن العامة، لتهديد الطلبة أو فرض الانضباط أو استدعاء دعم الشرطة.

وأشارت الشبكة إلى أن حملات القمع  خلقت توتراً داخلياً في قطاع التعليم العالي الأميركي، لا سيما ما يتعلق بأهمية تحقيق التوازن بين دور الجامعات كمعقل لحرية التعبير مع ضمان سلامة الطلاب، بما في ذلك الطلاب اليهود الذين أعربوا عن قلقهم في مواجهة معاداة السامية.

وبدأ المسؤولون في جامعات الولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة أسرع في فرض العقوبات على المتظاهرين داخل الحرم الجامعي، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 6 أشهر، وذلك بحسب ما ذكر زاك جرينبيرج من مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير FIRE، وهي مجموعة حريات مدنية غير حزبية وغير ربحية، تدافع عن حرية التعبير في الكليات.

واعتبر جرينبيرج أن استدعاء الشرطة ينطوي على مخاطر.

وقال: "هذه العقوبات تُهدد بتقويض الثقة بين الجامعات والطلاب، الذين قد يرون ضباط شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب يعتقلون زملائهم في الفصل، وربما أساتذتهم. من نواحٍ عديدة، تُعتبر هذه الفترة مظلمة بالنسبة للجامعة التي قد يتعين عليها القيام بذلك".

إصرار من الطلبة

رأت CNN، في زيادة اعتماد الجامعات على الشرطة لتفريق الاحتجاجات، إشارة إلى عدم رغبة المسؤولين في التعامل بشكل حقيقي مع الطلاب ومطالبهم، والتي تشمل وقف الدعم العسكري والمالي لإسرائيل.

ونقلت الشبكة عن المديرة التنفيذية لمنظمة فلسطين القانونية ديما الخالدي والتي مثّلت الطلاب لعدة أشهر في جلسات الاستماع التأديبية قولها: "بدلاً من إشراك الطلاب المحتجين، فإنهم يقومون باتخاذ إجراءات صارمة"، واصفةً رد الشرطة في العديد من الجامعات بأنه "تصعيد مثير للقلق، ويُمثل شكلاً من أشكال عنف الدولة ضد احتجاجات الطلاب السلمية التي تُطالب بوقف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة".

وقال أرمان ديندار، وهو طالب في جامعة براون في رود آيلاند: "نحن هنا ومستعدون للمخاطرة بأن يتم اعتقالنا، وحتى لوضع أجسادنا على المحك، لأننا نعتقد أن هذه اللحظة سوف تُحدث التغيير الني ننشده".

بدوره، أكد رافي آش وهو أحد الطلاب الذين تم اعتقالهم بعد اعتصام في 8 نوفمبر قبل إسقاط التهم في وقت لاحق، أن لديهم الآن نفس المطالب، وعلى رأسها "سحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة مع إسرائيل في الإبادة الجماعية بقطاع غزة".

تصنيفات

قصص قد تهمك