"نيتسح يهودا".. وحدة بالجيش الإسرائيلي في مرمى عقوبات أميركية مُحتملة

وحدة متشددة دينية ترفض ضم النساء

time reading iconدقائق القراءة - 8
حاخام يتحدث إلى جندي إسرائيلي من الكتيبة الحريدية "نيتسح يهودا" خلال مراسم أداء اليمين في تلة الذخيرة في القدس. 26 مايو 2013 - AFP
حاخام يتحدث إلى جندي إسرائيلي من الكتيبة الحريدية "نيتسح يهودا" خلال مراسم أداء اليمين في تلة الذخيرة في القدس. 26 مايو 2013 - AFP
دبي/ القدس -الشرقوكالات

قال قادة إسرائيليون إنهم سيتصدون لأي عقوبات تُفرض على أي وحدة عسكرية إسرائيلية بسبب ما أثير عن انتهاكها لحقوق الإنسان، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام أن واشنطن تعتزم اتخاذ مثل هذا القرار الأول من نوعه ضد وحدة عسكرية إسرائيلية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن واشنطن تعتزم فرض عقوبات على وحدة "نيتسح يهودا" الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في الضفة الغربية المحتلة.

ما هي وحدة "نيتسح يهودا"؟

تشكلت "نيتسح يهودا" في عام 1999، وكانت في البداية وحدة صغيرة أنشئت بهدف تشجيع الرجال الحريديم على التجنيد في الجيش الإسرائيلي، على أساس أنهم سيكونوا قادرين على الحفاظ على أسلوب حياتهم الديني. وكثيراً ما يشار إليها في وسائل الإعلام الإسرائيلية باسم "الكتيبة الحريدية"، وفي عام 2005 أصبحت جزءاً من "لواء كفير" الجديد.

وتتكون الوحدة بشكل أساسي من من الحريديين، والهردالي (الصهاينة الحريديين)، والمجندين الصهاينة المتدينين، وفق مجلة "971+" الإسرائيلية.

وأنشأت الحكومة الإسرائيلية الوحدة لتكون مساراً لهذه المجموعات للخدمة في الجيش من خلال السماح لهم بالحفاظ على ممارساتهم الدينية، مثل منحهم الوقت للصلاة والدراسة والحد من الاختلاط مع المجندات.

وخلال بداية عملها، كانت الوحدة تضم في الأصل 30 جندياً فقط. وقد بدأت بعد حوالي 18 شهراً من المناقشات بين مجموعة من زعماء الحريديم بقيادة الحاخام يتسحاق بار حاييم والجيش الإسرائيلي.

واعتباراً من عام 2009، زاد عدد الكتيبة إلى أكثر من 1000 جندي، ووصلت إلى وضع كتيبة تعمل بكامل طاقتها.

كيف تعمل الوحدة؟

تعمل الكتيبة مثل أي وحدة قتالية في الجيش الإسرائيلي. التدريب في الكتيبة هو تدريب مشاة؛ أربعة أشهر من التدريب الأساسي تليها ثلاثة أشهر إضافية من التدريب المتقدم.

وتركزت أنشطة الوحدة في الضفة الغربية المحتلة حتى عام 2022، حيث تم إعادة تمركزها في مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

كم عدد المجندين في الوحدة؟

تضم وحدة "نيتسح يهودا" ما يقرب من 1000 مجند، بما في ذلك سريتان كاملتان في التدريب، وسرية واحدة تبدأ الخدمة الفعلية، ووحدتان قتاليتان.

ووفقاً لمحللين عسكريين إسرائيليين، فإن ما لا يقل عن نصف المجندين في الوحدة ينحدرون من التيار المتطرف للحركة القومية الدينية، بما في ذلك المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، حيث يواصل اليهود المتشددون رفض الخدمة العسكرية الإجبارية، وفق "فايننشيال تايمز".

كم عدد الإناث بالوحدة؟

تستثني الوحدة النساء وغير اليهود، وبالتالي لا توجد مجندات في صفوفها.

أين تتمركز الوحدة؟

الوحدة مسؤولة عن مناطق العمليات المحيطة بمنطقة جنين. ويقوم الجنود بانتظام باعتقالات ومهمات في منطقة الضفة الغربية المحتلة.

ما التجاوزات التي ارتكبتها؟

ارتكتب الوحدة عدة تجاوزات في السابق، على سبيل المثال، في حوادث منفصلة وقعت في عام 2015 بفارق بضعة أشهر فقط، أطلق قناص من نيتسح يهودا النار على فلسطيني أعزل بالذخيرة الحية خلال مظاهرة في قرية سلواد بالقرب من رام الله، وقام العديد من الجنود بتعذيب معتقلين فلسطينيين باستخدام الصدمات الكهربائية، وفق مجلة "971+".

وفي نهاية عام 2018، دخلت قوات "نيتسح يهودا" في مشاجرة جسدية مع شرطة الحدود، التي كانت تعتقل مستوطنين إسرائيليين لقيامهم برشق الحجارة، في محاولة لإطلاق سراح المشتبه بهم.

وفي الشهر التالي، اعتقل جنود "نيتسح يهودا" فلسطينيين اثنين، أب وابنه، في أعقاب هجوم إطلاق نار أدى إلى سقوط جنديين من الكتيبة، وكان الفلسطينيين يشتبه في مساعدة المهاجم. وقام الجنود الذين اعتقلوهم بتقييد أيديهم وعصب أعينهم وضربهم، وأجبروا الابن على مشاهدتهم وهم يعتدون على والده.

في أكتوبر 2019، تم تصوير جنود من وحدة "نيتسح يهودا" وهم يعتدون على مواطنين بدو في محطة وقود بالقرب من رهط في النقب.

وبعد مرور عام، تم تصوير مجموعة أخرى من الجنود، وهم يرتدون الزي العسكري، يسخرون من المتظاهرين المناهضين لنتنياهو في مظاهرة خارج المقر الرسمي لرئيس الوزراء آنذاك في القدس المحتلة. 

ما هي التهم الموجهة للوحدة؟

دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق جنائي بعد اتهام جنود من "نيتسح يهودا" بالتورط في وفاة عمر أسعد وهو أميركي فلسطيني كان يبلغ من العمر 78 عاماً والذي توفي بنوبة قلبية عام 2022، بعد اعتقاله وعثر عليه لاحقاً في موقع بناء.

وخلص تشريح الفلسطينيين للجثة إلى أن أسعد توفي بسبب نوبة قلبية ناجمة عن الإجهاد بسبب التعامل معه بخشونة.

وأثارت القضية اهتماماً استثنائياً بسبب جنسيته المزدوجة وعمره ومطالبة وزارة الخارجية الأميركية بإجراء تحقيق في وفاته.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود كمموه مؤقتاً بقطعة من القماش وكبلوا يديه برباط بلاستيكي بسبب رفضه التعاون.

وتم توبيخ قائد وحدة "نيتسح يهودا" وتم تسريح ضابطين لكن المدعين العسكريين الإسرائيليين قرروا عدم توجيه اتهامات جنائية، لأنهم قالوا إنه لا توجد صلة بين الأخطاء التي ارتكبها الجنود ووفاة أسعد.

وقال المدعي العام العسكري إن مسؤولاً طبياً عسكرياً وجد أنه من المستحيل تحديد أن وفاته كانت بسبب سلوك الجنود على وجه التحديد، وأن الجنود لا يمكن أن يكونوا على علم بحالته الطبية.

ماذا تعني العقوبات؟

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إنه اتخذ "قرارات" فيما يتعلق باتهامات بأن إسرائيل انتهكت مجموعة من القوانين الأميركية التي تحظر تقديم المساعدة العسكرية لأفراد أو وحدات قوات أمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وتستند العقوبات إلى قانون أصدره السيناتور الديمقراطي السابق باتريك ليهي عام 1997، والذي يحظر على الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية أو التدريب لقوات الأمن أو الجيش أو الشرطة عندما تكون هناك معلومات موثوقة حول انتهاكات حقوق الإنسان.

وأضاف بلينكن أن النتائج سيُعلن عنها "قريباً جداً".

كيف ردت إسرائيل؟

كانت ردود فعل الزعماء الإسرائيليين على الأنباء المتعلقة بالعقوبات غاضبة.

ووصف نتنياهو، الأحد، إمكانية فرض عقوبات على الوحدة بأنها "أوج العبث وانحطاط أخلاقي" في وقت تشنّ فيه القوات الإسرائيلية حرباً على غزة، وقال إن حكومته "ستتصدى بكل السبل" لأي عقوبات.

وتحدث بيني جانتس، عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، إلى بلينكن، الأحد، وطلب منه "إعادة النظر في قرار فرض العقوبات".

وذكر الجيش الإسرائيلي أن وحدة "نيتسح يهودا" التابعة له وحدة قتالية نشطة وتعمل وفقاً لمبادئ القانون الدولي.

تصنيفات

قصص قد تهمك