شدد مجلس الأمن الدولي، الخميس، على الحاجة للمساءلة بعد سقوط 224 من العاملين بالإغاثة الإنسانية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 7 من منظمة "وورلد سنترال كيتشن" قتلتهم غارة إسرائيلية في الأول من أبريل الجاري.
ودعا مجلس الأمن في بيان، لـ"إجراء تحقيق كامل وشفاف وشامل في قتل فريق (وورلد سنترال كيتشن) ونشره علناً بالكامل".
وأشار المجلس إلى "زيادة أعداد الضحايا من العاملين بالإغاثة الإنسانية في غزة منذ السابع من أكتوبر، بأكثر من 3 أضعاف عن عدد العاملين في مجال الإغاثة الذين قتلوا في أي صراع آخر بالعالم خلال عام كامل"، مشدداً على "الحاجة إلى ضمان المساءلة عن جميع هذه الحوادث".
وطالب أعضاء مجلس الأمن، أن "تحترم جميع أطراف النزاع بشكل كامل (وضع الحماية) المكفول لعاملي الإغاثة والمرافق والعمليات الإنسانية بموجب القانون الدولي، والالتزام بالإخطار الإنساني وآليات التنسيق المرتبطة بالصراع، ومعالجة أي أوجه قصور في هذه الآليات على الفور".
وأعرب المجلس عن دعمه "جهود جميع موظفي الأمم المتحدة ووكالاتها في غزة، بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)"، داعياً لـ"الرفع الفوري" لجميع العراقيل التي تحول دون إيصال المساعدات على نطاق واسع في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه كان يستهدف "مسلحاً من حركة (حماس)" عندما قتل العاملين الإنسانيين في قطاع غزة، مقراً باقتراف سلسلة "أخطاء فادحة".
وسقط في الضربة 3 بريطانيين وكندي-أميركي وبولندي وأسترالية وفلسطيني بعدما استُهدف موكبهم الذي كان قد أُبلغ الجيش الإسرائيلي بمساره، بـ3 غارات.
وأعرب الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق" فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة بأنها "غير مقصودة" و"حادث مأساوي".
لكن البيت الأبيض أشار إلى أن سقوط عمّال "وورلد سنترال كيتشن"، شكل "حافزاً" لتشديد الرئيس الأميركي جو بايدن لهجته في حض إسرائيل على حماية المدنيين وعمّال الإغاثة، وتحسين الظروف الإنسانية المتردّية في غزة.
المساعدات الإنسانية
وفي سياق متصل، أكد المجلس الأمن الدولي، أنه أخذ علماً بتعهد إسرائيل فتح منافذ إضافية لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، داعياً إياها للقيام بـ"المزيد" في ظل الأوضاع الكارثية بالقطاع المحاصر.
وأعرب أعضاء المجلس، عن "قلقهم العميق إزاء الخسائر البشرية الناجمة عن الصراع، والوضع الإنساني الكارثي، والتهديد بحدوث مجاعة وشيكة في غزة".
ودعا المجلس لـ"الرفع الفوري لجميع العراقيل التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى السكان المدنيين، وإلى توزيع هذه المساعدة دون عوائق".
وأكدوا أنهم أخذوا علماً "بإعلان إسرائيل فتح معبر إيريز والسماح باستخدام ميناء مدينة أسدود للمساعدات في غزة"، مشددين على "ضرورة بذل مزيد من الجهود لتقديم الإغاثة المطلوبة، نظراً لحجم الاحتياجات في غزة".
وأكد الأعضاء على ضرورة "التنفيذ الفوري والكامل لهذا القرار وبطريقة مستدامة"، مجددين مطالبتهم "للأطراف بالسماح بإيصال المساعدة الإنسانية وتسهيلها وتمكين ذلك على نطاق واسع بشكل فوري وآمن ودون عوائق بطريقة مباشرة إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في أنحاء قطاع غزة".
وتثير الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع، ضغوطاً على إسرائيل من شركائها من أجل بذل المزيد من الجهود لتسهيل إدخال المساعدات.
وكانت إسرائيل أعلنت، الأسبوع الماضي، فتح معبر إيريز (بيت حانون)، واستخدام ميناء مدينة أسدود الواقع إلى الشمال من القطاع، لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأتى ذلك بعد تغيير الولايات المتحدة من لهجتها حيال إسرائيل على خلفية إدارتها للحرب المتواصلة منذ 6 أشهر، واتصال شابه التوتر بين بايدن ونتنياهو.
إلا أن الإجراءات المعلنة لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأربعاء، أنها في طور التحضير، قائلاً إن تل أبيب "ستغرق غزة بالمساعدات".
وقال جالانت للصحافيين، إن هناك معبراً جديداً سيُنشأ في الجزء الشمالي من حدود غزة، لتقليل المدة التي يستغرقها وصول المساعدات بالشاحنات من أسدود الواقعة على بعد 40 كيلومتراً.