"حماس": لا تقدّم في "مفاوضات القاهرة".. ومسؤول إسرائيلي: المسافة لا تزال كبيرة

"الحركة": موقف إسرائيل لا يزال "متعنتا".. ولم يستجب لأي من مطالب الشعب الفلسطيني

time reading iconدقائق القراءة - 11
فلسطينيون يفرون من خان يونس إلى جنوب قطاع غزة عبر المخرج الغربي للمدينة على مشارف مخيم اللاجئين. 26 يناير 2024 - AFP
فلسطينيون يفرون من خان يونس إلى جنوب قطاع غزة عبر المخرج الغربي للمدينة على مشارف مخيم اللاجئين. 26 يناير 2024 - AFP
دبي/ القاهرة/ واشنطن-الشرقوكالات

قالت حركة حماس، الثلاثاء، إن الاقتراح الإسرائيلي الذي تلقته خلال مفاوضات القاهرة "لم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا"، مشيرة إلى أنها ستدرس الاقتراح، وستقدم ردها للوسطاء، فيما قال مسؤول إسرائيلي تعليقاً على سير محادثات "هدنة غزة"، إن "المسافة لا تزال كبيرة، ولم يحدث أي شيء كبير في هذه الأثناء".

وأعلنت حماس، في بيان على "تيليجرام" أنها تسلمت "الموقف الإسرائيلي" خلال جولة المفاوضات التي جرت مؤخراً في العاصمة المصرية القاهرة، بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة.

وقالت إن "الموقف الإسرائيلي لا يزال متعنتاً، ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا"، مشيرة إلى حرصها على "التوصل لاتفاق يضع حداً للعدوان على شعبنا".

وتابعت في البيان: "رغم ذلك، فإن قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك".

وقال قيادي في حركة حماس، الاثنين، إنه "ليس هناك أي تغيير في مواقف إسرائيل، ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة، ولا يوجد تقدم حتى اللحظة"، وذكر مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة أن الجمود لا يزال سائداً بسبب رفض إسرائيل إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة.

وأرسلت حماس وإسرائيل وفدين إلى مصر الأحد للمشاركة في محادثات تتوسط فيها الدوحة والقاهرة فضلاً عن وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية، والذي تعكس مشاركته في المفاوضات ضغوطاً أميركية متزايدة للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة وإدخال المساعدات للمدنيين هناك.

هدنة من 3 مراحل

وقال مصدر مطلع في حماس لـ"الشرق"، الاثنين، إن وفد الحركة الذي شارك في "مفاوضات القاهرة"، تلقى اقتراحاً جديداً بشأن "هدنة غزة"، يتضمن وقفاً تدريجياً لإطلاق النار على 3 مراحل.

وأوضح المصدر أن المرحلة الأولى تتضمن "وقف إطلاق النار لستة أسابيع، وتبادل لإطلاق سراح الأسرى يشمل 42 أسيراً من النساء بينهم عدد من المجندات والأطفال وكبار السن، مقابل من 800 إلى 900 أسير فلسطيني بينهم مئة من ذوي المحكوميات العالية والمؤبد".

كما تشمل المرحلة الأولى أيضاً "السماح بإدخال ما بين 400 إلى 500 شاحنة مساعدات غذائية وإغاثية يومياً لكافة مناطق القطاع"، إضافة إلى "السماح بعودة النازحين المدنيين، وليس المسلحين إلى شمال القطاع".

إنهاء التواجد العسكري

وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق المقترح، إطلاق سراح كل المحتجزين الإسرائيليين، وتشمل العسكريين والضباط، مقابل عدد سيجري الاتفاق حوله في الأيام القادمة، حسبما ذكر المصدر.

وتابع المصدر: "تتضمن هذه المرحلة أيضاً، رفع الحواجز العسكرية الإسرائيلية المتواجدة على طريق الرشيد الساحلي غرب قطاع غزة، وطريق صلاح الدين شرقاً، لكن مع إبقاء تواجد للقوات الإسرائيلية على بعد لا يقل عن 500 متر من الطريقين دون تدخل، أو أي عمليات تفتيش للنازحين، وإبقاء مسيّرات لمراقبة مرور المسلحين عبر الطريقين".

فيما تتضمن المرحلة الثالثة من الاتفاق "وقفاً كلياً ودائماً لإطلاق النار، كما تشمل إنهاء التواجد العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة، وآليات لإنهاء الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع منذ عام 2007، وإعادة الإعمار".

ونوّه المصدر بأن "الاقتراح تتم دراسته حالياً على مستوى المكتب السياسي، والأطر القيادية في الحركة"، مضيفاً أنه "سيتم وضع الملاحظات التي تحقق مصلحة شعبنا، والرد عليه خلال الـ48 ساعة القادمة".

"لا تقدّم في المحادثات"

وقال مسؤول في حماس، طلب عدم نشر اسمه، لرويترز: "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة"، وأضاف "لا يوجد تقدّم حتى اللحظة".

وذكر مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لـ"رويترز"، أن الجمود لا يزال سائداً بسبب رفض إسرائيل إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة والسماح لمئات الآلاف من المدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم ورفع الحصار المفروض منذ 17 عاماً على القطاع بهدف إعادة الإعمار السريع.

وأضاف المسؤول أن هذه الخطوات لها الأولوية على مطلب إسرائيل الرئيسي بإطلاق سراح المحتجزين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين أسرى في السجون الإسرائيلية.

وتابع: "فيما يتعلق بتبادل الأسرى، فإن حماس كانت ترغب في أن تكون أكثر مرونة، لكن ليس هناك مرونة بشأن... مطالبنا الرئيسية".

وكان مسؤول كبير في "حماس"، قال لـ"الشرق" في وقت سابق الاثنين، إن الوفد الإسرائيلي الذي شارك في محادثات القاهرة "لم يتجاوب مع أي من مطالبنا".

وكانت إسرائيل، اقترحت في اللقاءات الأخيرة عودة ألفي نازح يومياً، من كبار السن وصغار السن، بدءاً من الأسبوع الثالث من الهدنة، على أن يعودوا إلى "مخيمات جديدة تقام من خيام يجري إقامتها تحت إشراف دولي".

"عرض مرفوض"

وفي إشارات تشير إلى إضعاف الآمال بشأن التوصل إلى هدنة في غزة، قال القيادي في حماس، علي بركة، لرويترز، إن الحركة رفضت مقترحاً إسرائيلياً لوقف إطلاق النار خلال محادثات القاهرة.

وأضاف: "ترفض حماس شروط الهدنة المطروحة من العدو الإسرائيلي بالقاهرة. اجتمع المكتب السياسي، وأخذ هذا القرار".

وفي هذه الإطار أيضاً، نقلت شبكة قدس الإخبارية الفلسطينية، الاثنين، عن القيادي في حماس، محمود مرداوي، قوله إن الحركة رفضت مقترحاً جديداً في المفاوضات واعتبرته "عرضاً إسرائيلياً مرفوضاً" لأنه لا يلبي مطالبها.

وأوضح القيادي أن المقترح الجديد لا يتطرق لمطالب الحركة بالانسحاب الإسرائيلي الشامل ووقف إطلاق النار وعودة النازحين دون قيد أو شرط، ويمنح إسرائيل سلطة تحديد العائدين للشمال.

وأضاف: "المقترح الجديد لا يتحدث عن وقف إطلاق النار بل عن هدوء مستدام، وهو ما يسمح باعتداءات عسكرية بوتيرة محددة تستهدف أهدافاً محددة يسميها عسكرية أو خطيرة لتبرير أي اعتداء عسكري مستقبلاً".

وأردف مرداوي: "نحن نطلب عودة نازحين كاملة دون شرط أو قيد، والاحتلال يريد المدنيين ويرفض العسكريين، ونحن نقول انسحاباً شاملاً، والاحتلال يقدم عملية إزاحة لمسافة محددة، ويبقي عودة النازحين تحت الرقابة والإشراف الإسرائيلي".

وتابع: "الاتفاق إن لم يكن شاملاً ومتكاملاً، من وقف إطلاق نار وعودة النازحين، دون قيد أو شرط وتأمين الإغاثة وإعادة الإعمار وإنجاز صفقة أسرى واضحة المعالم، فما قيمته؟"

تقرير مفصل أمام نتنياهو

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إنه تلقى تقريراً مفصلاً عن سير المحادثات في القاهرة، وجاء ذلك بعد يوم من انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في جنوب غزة. 

وأضاف نتنياهو: "نعمل دون كلل لتحقيق أهدافنا، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع رهائننا وتحقيق النصر التام على حماس"، متابعاً: "هذا النصر يتطلب الدخول في رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك. سيحدث ذلك. جرى تحديد موعد".

ورداً على سؤال حول المحادثات الاثنين، رفض المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي هايمان الخوض في تفاصيل، واكتفى بالقول إن "أهم شيء هو وجود الأشخاص المناسبين في المكان المناسب والوقت المناسب لمناقشة كيفية إطلاق سراح 133 محتجزاً إسرائيلياً".

لكن موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي، نقل عن مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه قوله "ما زلنا لا نرى اتفاقاً في الأفق".
وأضاف المسؤول "المسافة لا تزال كبيرة، ولم يحدث أي شيء كبير في هذه الأثناء".

كما نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير آخر قوله إن "الصبر مطلوب. هناك احتمال، لكننا لم نصل إليه بعد".

من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي الاثنين أن "الوقت مناسب الآن" لإبرام هدنة مع حركة حماس في غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر.

وقال يوآف جالانت متوجهاً إلى مجنّدين "ستكون هناك قرارات صعبة، علينا أن نكون مستعدين لدفع الثمن لإعادة المحتجزين قبل العودة إلى القتال. نحن في الوقت المناسب" للقيام بذلك.

المعارضة تدعو إلى إبرام صفقة

فيما دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، الاثنين، إلى إبرام اتفاق مع حركة حماس للإفراج عن محتجزين، وذلك خلال زيارة للولايات المتحدة تعبّر على نحو متزايد عن إحباطها حيال بنيامين نتنياهو.

وقال لبيد إثر لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن المعارضة ستوفر دعماً مؤقتاً للحكومة اليمينية التي يرأسها نتنياهو في حال وافق الأخير على اتفاق بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر من شأنه الإفراج عن محتجزين وإرساء هدنة في الحرب الدائرة في غزة والتي دخلت شهرها السابع.

وقال لبيد في تصريح لصحافيين أمام مقر الخارجية الأميركية: "من الممكن التوصل لصفقة بشأن المحتجزين. إنها صفقة على قدر من الصعوبة، إنها صفقة قد لا تعجبنا، لكنها ممكنة وبالتالي يتعيّن عقدها".

واشنطن.. أمل في التوصل لاتفاق

وفي الجانب الأميركي، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، إن واشنطن تأمل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في أقرب وقت ممكن لأنه سيؤدي أيضاً إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريباً. وذكر كيربي أن حماس تدرس الآن مقترحاً جديداً.

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك أي سبب للتفاؤل بخصوص اتفاق الأسرى، قال كيربي للصحافيين، الاثنين، "يتعين أن يكون واضحاً أنه على قدر الدبلوماسية المكوكية التي نقوم بها ونظرائنا، فإننا نأخذ ذلك على محمل الجد، ونريد حقاً إبرام اتفاق الأسرى في أقرب وقت ممكن".

وأعلن البيت الأبيض أن حماس تتحمل راهناً مسؤولية اتخاذ قرار في شأن وقف لإطلاق النار في غزة، بعدما قدم المفاوضون عرضاً للحركة الفلسطينية.

المقترح الأميركي

وذكرت شبكة "CNN" الاثنين، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، قدم اقتراحاً جديداً في محاولة للتغلب على الخلافات في المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.

ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع أنه تم تقديم الاقتراح الأميركي الجديد في القاهرة خلال محادثات جرت الأحد، مشيرة إلى أنه يتضمن دفع إسرائيل للإفراج عن عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح 40 محتجزاً إسرائيلياً خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل.

وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة ترغب أيضاً في السماح لسكان شمال غزة الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم في الشمال دون قيود. وترفض إسرائيل حتى الآن مطالب حماس بعودة السكان إلى الشمال وانسحاب القوات الإسرائيلية من وسط غزة.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات لشبكة "CNN"، إن إسرائيل تصر على تفتيش الفلسطينيين المتجهين شمالاً.

وذكر المصدر الأول أن جميع الأطراف اتفقوا على دراسة الاقتراح الأميركي الجديد، مضيفاً أنه سيتم نقله إلى قيادة حماس في غزة، ومن المتوقع أن يستغرق الحصول على الرد أياماً عدّة، نظراً لصعوبة التواصل مع قادة الحركة.

تصنيفات

قصص قد تهمك