أعلنت جامعة الدول العربية، اتفاق رؤساء مجالس النواب والرئاسة والدولة في ليبيا، خلال اجتماع في القاهرة، الأحد، على توحيد المناصب السيادية في البلاد، بما يضمن "تفعيل دورها المناط بها" على مستوى الدولة.
وأضافت الجامعة العربية، في بيان، أن رئيس البرلمان عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة أكدوا، خلال الاجتماع المشترك الذي عُقد بدعوة من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، على ضرورة تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على الانتخابات، وتقديم الخدمات "الضرورية" للشعب الليبي.
"استقلال ووحدة أراضي ليبيا"
وأكدت الرئاسات الثلاثة على "سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض أي تدخلات خارجية سلبية في العملية السياسية الليبية"، بحسب البيان.
ودعا رؤساء المجالس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي لدعم "هذا التوافق في سبيل إنجاحه"، كما اتفقوا على عقد جولة ثانية "بشكل عاجلٍ لإتمام هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ".
ويأتي هذا التطور بعد سنوات من الانسداد في المشهد السياسي الليبي، والانقسام بين الشرق والغرب، حيث شهد الليبيون تنازع حكومتان على السلطة؛ حكومة "الوحدة الوطنية" بقيادة عبد الحميد الدبيبة في الغرب (مقالة من البرلمان)، والحكومة المكلفة من مجلس النواب في المنطقة الشرقية.
وأكد رئيس مجلس النواب، خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أنه لا مجال "لتهميش أي شخصية ليبية في الانتخابات، وكل من تتوفر فيه الشروط للترشح من حقه أن يخوض الانتخابات" حتى "عناصر النظام السابق".
وأضاف صالح أن الانتخابات في ليبيا "وسيلة للوصول إلى دولة مستقرة".
حالة من القبول
بدوره، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إنه من المهم التوصل إلى توافق بين الأطراف السياسية، وشدد على أن هناك "حالة من القبول" في المجتمع الدولي، والأطراف الليبية بأهمية إجراء الانتخابات.
وأضاف المنفي أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية لمحاولة حل "بعض المشكلات" على أن يعقد اجتماع قريباً لاستكمال خطوات إجراء الانتخابات.
ووفق بيان نشره مجلس النواب الليبي، على موقعه الإلكتروني، الأحد، فقد ثمَّن المشاركون الليبيون دور جامعة الدول العربية على تقريب وجهات النظر للوصول إلى إتمام العملية الانتخابية بليبيا.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في مؤتمر الصحافي، إن نتائج اجتماع القاهرة الثلاثي بين رؤساء المجلس الرئاسي محمد المنفي، والنواب عقيلة صالح، والأعلى للدولة محمد تكالة "إيجابية"، ووصفها بأنها "إنجاز واضح"، و"فاقت توقعاته".
كما عبر أبو الغيط عن أمله في أن "يجري البناء على ما تحقق في النقاط السبع الصادرة عن الاجتماع، وأن تنطلق ليبيا إلى دورها مجدداً".
ورحبت وزارة الخارجية المصرية بنتائج الاجتماع، مؤكدة أنه خطوة هامة لتحقيق تطلعات الشعب الليبي. كما أشارت إلى أن اللقاء "خطوة هامة على مسار تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي".
وتعيش ليبيا، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011، حالة من عدم الاستقرار والفوضى انعكست على ظروف الحياة اليومية، وانتظام الخدمات العامة، فضلاً عن أزمة المهاجرين الراغبين في عبور البلاد نحو القارة الأوروبية.