بعثة الأمم المتحدة تبدأ انسحابها التدريجي من الكونغو الديمقراطية

time reading iconدقائق القراءة - 4
متظاهرون ينددون بصمت المجتمع الدولي بشأن الصراعات في جوما بمقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية. 19 فبراير 2024 - REUTERS
متظاهرون ينددون بصمت المجتمع الدولي بشأن الصراعات في جوما بمقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية. 19 فبراير 2024 - REUTERS
كمانيولا (الكونغو الديمقراطية)-أ ف ب

تبدأ بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، الأربعاء، انسحابها من البلاد بناء على طلب كينشاسا التي تعتبرها غير فعالة، مع تسليمها رسمياً أولى قواعدها في جنوب كيفو (شرق) إلى السلطات المحلية.

وبعد مهمة بدأت قبل 25 عاماً، أعلن مجلس الأمن الدولي في ديسمبر قراره سحب القوة الأممية على الرغم من مخاوفه بشأن تصاعد العنف في شرق البلاد.

ولا تزال بعثة الأمم المتحدة، التي تضم حالياً 15 ألف جندي من قوات حفظ السلام، منتشرة في المقاطعات الثلاث الأكثر اضطراباً في المنطقة، أي جنوب وشمال كيفو وإيتوري. وتقول الأمم المتحدة وكينشاسا إنهما تريدان أن يكون الانسحاب "منظماً ومسؤولاً ومستداماً"، وبالتالي تم اعتماد "خطة فك ارتباط" من 3 مراحل.

وتنص المرحلة الأولى على انسحاب الجنود وعناصر الشرطة في البعثة الأممية من جنوب كيفو بحلول 30 أبريل على أن ينسحب عناصرها المدنيون في 30 يونيو. ومن المفترض أن تغادر قوة الأمم المتحدة قواعدها الـ14 في الإقليم قبل مايو وتسلمها إلى قوات الأمن الكونغولية.

مخاوف وترحيب

وستكون قاعدة كامانيولا القريبة من الحدود البوروندية والرواندية الأولى التي سيتم تسليمها إلى الشرطة الوطنية.

وقبل ساعات من المراسم الرسمية لبدء الانسحاب، انقسمت الآراء في المدينة التي يبلغ عدد سكانها مئة ألف نسمة. وقال رئيس مجلس الشباب المحلي أومبيني نتابوبا: "لا اشعر بأني معني بالأمر"، مضيفاً: "كل مساء كنا نشاهدهم يتجولون في مدرعات باتجاه سهل روزيزي"، وهو الشريط الحدودي الذي يتعرض لتهديد الجماعات المسلحة، وتابع: "لكن انعدام الأمن لا يزال قائماً، وكذلك عمليات السطو المسلح والخطف".

من جهته، رحّب الناشط في مجال حقوق الإنسان ميبوندا شينغير "بقرار الحكومة الكونغولية"، لكنه أعرب عن خشيته من "التأثير السلبي على المستوى الاقتصادي" لأن سكان كامانيولا كانوا "يعملون في قاعدة مونوسكو".

ويخشى آخرون، كالمدرّس جوي ويندو، من "الفراغ الأمني" الذي سيخلّفه خروج العناصر الباكستانيين من قاعدة كامانيولا. وقال: "بوجودهم كنا في مأمن من الغزاة الروانديين".

ويأتي انسحاب بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية من المقاطعات الشرقية التي تشهد أعمال عنف مسلحة مزمنة منذ 30 عاماً، بينما يواجه شمال كيفو أزمة حادة منذ معاودة حركة "أم 23" المدعومة من رواندا، تمرّدها على السلطة المركزية اعتباراً من نهاية 2021.

واستولت الحركة على مساحات واسعة من الأراضي، واشتد القتال مطلع فبراير في منطقة غير بعيدة عن العاصمة الإقليمية غوما.

الجيش يسد الفراغ

وحرصت بعثة الأمم المتحدة، التي لا تحظى بشعبية في أوساط السكان، على التذكير بأنها "تدعم القوات المسلحة الكونغولية وتدافع عن مواقع وتسهّل المرور الآمن للمدنيين".

ورأت بياتريس توباتونزي، رئيسة جمعية تعنى بالتنمية في كامانيولا، أن "مغادرة قوات حفظ السلام الأممية يقلقنا في وقت تخوض البلاد حرباً مع المتمردين المدعومين من جيراننا الروانديين"، لكنها أعربت عن أملها في تمكن الجيش الكونغولي "بسدّ هذا الفراغ بسرعة".

وتشدد الأمم المتحدة على أن رحيل قوات حفظ السلام يجب أن يتم بالتوازي مع "زيادة قدرات" قوات الأمن الكونغولية التي سيتعين عليها تولي المسؤولية الأمنية لحماية المدنيين.

وبعد جنوب كيفو، ستتعلق المرحلتان الثانية والثالثة من "فك الارتباط" بإيتوري وشمال كيفو لكن لن يتم تفعيلهما إلا بعد تقييمات منتظمة لتنفيذ المراحل السابقة.

وكان وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لوتوندولا أعرب، في يناير، عن أمله في أن ينجز انسحاب البعثة الأممية بحلول نهاية العام الحالي، لكن مجلس الأمن لم يحدد موعداً نهائياً لذلك.

تصنيفات

قصص قد تهمك