حضَّ الاتحاد الأوروبي أعضاءه على "تحميل إسرائيل العواقب" إذا استمر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في معارضته لإقامة دولة فلسطينية، وذلك في وقت تتطلع فيه بروكسل إلى تكثيف ضغوطها لدفع الجهود نحو سلام طويل الأمد، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز".
ويؤكد "التهديد المقترح"، الذي يناقشه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على تزايد القلق من موقف تل أبيب لدى العديد من حلفائها الغربيين، في ظل ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما يؤجج حالة عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وفي وثيقة جرى توزيعها قبيل اجتماع، الاثنين، اقترحت بروكسل أن تحدد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "العواقب" التي يمكن ربطها بمشاركة أو عدم مشاركة إسرائيل في خطتهم المقترحة للسلام.
خطة سلام أوروبية
وتتضمن الخطة الأوروبية "إقامة دولة فلسطينية، والاعتراف المتبادل بالسيادة، أو ما يُسمى بحل الدولتين، في ظل التطبيع الكامل والتطوير الشاملة للتعاون الأمني والاقتصادي بين الدولتين"، وفق الصحيفة البريطانية.
وأشارت الوثيقة إلى أنه يجب أن يتمثل أحد العناصر الأساسية في خطة السلام الأوروبية في "توفير ضمانات أمنية قوية لإسرائيل ودولة فلسطين المستقلة المستقبلية، بشرط الاعتراف الدبلوماسي الكامل المتبادل ودمج كل من إسرائيل وفلسطين في المنطقة".
ومن المقرر أن ينضم وزير خارجية إسرائيل الجديد، يسرائيل كاتس إلى الاجتماع، فيما سيحضر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بشكل منفصل، وسيشارك ممثلون عن مصر والأردن والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفقاً للبرنامج الرسمي للاجتماع.
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حل الدولتين هو "الموقف المعلن والراسخ للاتحاد الأوروبي"، وهو المطلب الذي كرره قادة التكتل مراراً منذ هجمات السابع أكتوبر الماضي.
اتفاق شراكة أوروبي إسرائيلي
وفي حين أن نفوذ الاتحاد الأوروبي على إسرائيل "أضعف بكثير" مقارنة بالنفوذ الأميركي، إلا أن التكتل لديه "اتفاق شراكة" مع تل أبيب يمنحه "أفضلية في المزايا التجارية والاستثمارية"، ما يجعله الشريك التجاري الأكبر لتل أبيب، وفق "فاينانشيال تايمز".
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: "نقترح بعض الأفكار على الدول الأعضاء، وجزء منها يتعلق بكيفية استخدام شروطنا في المستقبل لنرى كيف يمكننا تحقيق حل الدولتين".
وأضاف أن "هناك محفزات ومثبطات لإسرائيل"، مشيراً إلى المزايا التي يقدمها الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي لتل أبيب بموجب اتفاق الشراكة.
بدوره، قال مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي إن الاقتراح "يعكس حالة غضب عارمة بين الكثير من الدول الأعضاء في التكتل، جراء رفض إسرائيل الانخراط في خطة الدولتين".
لكنه حذَّر من أن النقاشات التي ستجرى في اجتماع، الاثنين، "لا تزال أولية، وأن أي إجراء سيكون على مسافة بضع خطوات"، مضيفاً: "من الصعب فرض الأمر على نتنياهو، ولكنه لن يكون موجوداً (في منصبه) إلى الأبد".
يأتي ذلك في وقت ضاعف نتنياهو إصراره على أن تحتفظ إسرائيل لنفسها بالهيمنة الأمنية على كامل المنطقة غرب نهر الأردن، وهي المنطقة التي تشمل غزة والضفة الغربية المحتلة.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، على هذا الموقف بعد مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال في وقت سابق إن نتنياهو "يمكن أن يكون منفتحاً على التسوية".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأحد الماضي، إن "رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول".
وأضاف جوتيريش عبر منصة "إكس" أنه يجب أن يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته.