دراسة جديدة: العقم يُعزز فرص إصابة الذكور بسرطان الثدي

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة تعبيرية لمعمل تحاليل - AFP
صورة تعبيرية لمعمل تحاليل - AFP
القاهرة-محمد منصور

على الرغم من أن سرطان الثدي أقل شيوعاً عند الذكور مقارنة بالنساء؛ إلا أن آلاف الرجال سنوياً يُصابون بذلك المرض. ووجدت دراسة علمية نُشرت نتائجها الثلاثاء، في دورية أبحاث سرطان الثدي، أن العقم لدى الرجال قد يرتبط بزيادة مخاطر إصابتهم بسرطان الثدي.

ولم يُحقق الباحثون سابقاً في العلاقة بين العقم لدى الرجال وسرطان الثدي، إلا في دراسات صغيرة حتى الآن. واقترحت دراسة صغيرة واحدة وجود ارتباط بين الرجال الذين يعانون من العقم وزيادة فرص إصابتهم بسرطان الثدي، إلا أن الدراسة الجديدة تُعد هي الكبرى من نوعها على الإطلاق من ناحية أعداد المُشاركين فيها.

وفي الدراسة الجديدة أجرى المؤلفون مقابلات مع 1998 من الذكور في إنجلترا وويلز تم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي، أبلغ 112 (5.6٪) عن إصابتهم بالعقم، و383 (19.2٪) ليس لديهم أطفال حتى الآن.

وقال كبير علماء الوراثة وعلم الأوبئة بالمعهد البريطاني للسرطان مايكل جونز، وهو المؤلف الرئيس لتلك الدراسة، إن فحص المتطوعين أثبت وجود ارتباط "ذو دلالة إحصائية" بين العقم والإصابة بسرطان الثدي عند الذكور.

وذكر جونز في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، أن وجود هذا الارتباط بين العقم وخطر الإصابة بسرطان الثدي عند الذكور يعنى ضرورة البحث في اتجاهات أخرى لفهم أكبر لهذا الارتباط.

سرطان نادر

يعد سرطان الثدي عند الذكور أكثر ندرة من سرطان الثدي لدى الإناث، لذلك من الصعب إجراء دراسات كبيرة بها عدد كبير من المتطوعين المُصابين بالمرض. ولذلك كانت معظم الدراسات السابقة صغيرة نسبياً.

ومع ذلك، نظراً لحجم أعداد المرضى في إنجلترا وويلز، والطريقة التي يتم بها تنظيم نظام الرعاية الصحية، كانت هناك فرصة لإجراء دراسة أكبر بكثير من المعتاد، بحسب جونز.

وأجرى المؤلفون مزيداً من تحليلات الحساسية للسيطرة على استهلاك الكحول والتدخين والتاريخ العائلي لسرطان الثدي وأمراض الكبد، لكنهم لم يجدوا دليلاً قوياً على أن هذه العوامل تؤثر في النتائج. 

وأوضح جونز أن عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال أقل شهرة "وتعتبر غير معروفة على الإطلاق باستثناء بعض المتلازمات الوراثية النادرة مثل متلازمة كلاينفيلتر"، على عكس سرطان الثدي لدى الإناث، حيث توجد عوامل خطر راسخة للإصابة به مثل العمر عند انقطاع الطمث، والسن عند إنجاب الطفل الأول، واستخدام موانع الحمل الفموية، والعلاج بالهرمونات البديلة، والسمنة في سن ما بعد انقطاع الطمث.

وما يُعرف عن عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي عند الذكور -وهو قليل- يشير إلى أن العوامل المرتبطة بالهرمونات الجنسية قد تكون مهمة، كما هو الحال عند النساء.

وأضاف جونز: "الحيض والحمل وانقطاع الطمث وهي أمور تتحكم فيها الهرمونات الجنسية والعوامل ذات الصلة التي تؤثر في المخاطر لدى النساء لا تنطبق على الرجال، لذلك يبدو أنه من المفيد التحقيق في العقم عند الرجال بسبب عدم وجود عوامل الخطر الإنجابية المعروفة للإناث".

وبالتالي حين أجرى الباحثون الدراسة "لم تكن تلك النتائج متوقعة"، فالعقم "قد يكون عامل خطر قوياً للغاية للإصابة بسرطان الثدي" وفق مؤلف الدراسة.

ويمكن أن يصاب الرجال بسرطان الثدي، لكن إلى الآن لم يتم تحديد الأسباب بشكل جيد كما هو الحال بالنسبة لسرطان الثدي عند النساء وفق جونز الذي قال "ولكن من خلال التحقيق في الأسباب عند الرجال قد نتعرف إلى الأسباب عند الرجال والنساء أيضاً".

اقرأ أيضاً: