وسط توتر مع أميركا.. كوريا الشمالية تختبر صاروخاً فرط صوتي "لا يمكن اعتراضه"

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي-الشرق

أجرت كوريا الشمالية، قبل أيام، أول اختبار إطلاق لفئة جديدة من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى طراز Hwasong-16B مع مركبة انزلاقية فرط صوتية، وذلك بهدف تأكيد المواصفات الفنية المصممة لها والتحقق من موثوقيتها.  

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الاختبار الأخير جرى بطريقة التحقق من خصائص مدار الطيران الانزلاقي والتخطي وقدرة المناورة عبر المدى للمركبة الانزلاقية الفرط صوتية مع قصر نطاقها على أقل من ألف كيلومتر، مراعاة للسلامة، والتحكم بالسرعة والارتفاع بالقوة عن طريق تأخير بدء تشغيل محرك المرحلة الثانية وتغيير مدار الرحلة بسرعة في المنطقة النشطة.  

ويعد Hwasong-16 خليفة لـ Hwasong-12، الذي دخل الخدمة في عام 2017، وصاروخ Hwasong-10 الذي انضم إلى ترسانة البلاد في السنوات السابقة، وكلاهما أثبتا قدرة على ضرب المنشآت العسكرية الأميركية في جوام.  

وقالت مجلة Military Watch إنه بالرغم من استثمار الولايات المتحدة بكثافة لتوسيع قدراتها الدفاعية الصاروخية على الأراضي، إلا أن إدخال Hwasong-16B كمركبة انزلاقية فرط صوتية سيجعل اعتراض الضربات الكورية "أكثر صعوبة"، وربما يكون من المستحيل فعلياً إسقاطها اعتماداً على خصائص المركبة. 

ويأتي الاختبار في أعقاب الإطلاق الأول للقوات الجوية الأميركية لصاروخ فرط صوتي من جزيرة جوام في منتصف المحيط الهادئ، والذي تم اختباره من قاذفة قنابل نووية من طراز B-52H الشهر الماضي، بحسب ما ذكرته مجلة Military Watch.  

وتوفر الصواريخ الباليستية، التي يحمل بعضها رؤوساً نووية، وسيلة فعالة لكوريا الشمالية لردع أي عمل عسكري أميركي ضدها، وإذا لزم الأمر، تحييد القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في معظم أنحاء المحيط الهادئ. 

ويحظى تطوير فئة الصواريخ الجديدة بتقدير كبير من قبل بيونج يانج، في ظل زيادة التوترات مع الولايات المتحدة، خاصة بعد توسيع واشنطن وجودها العسكري بشكل كبير في شرق آسيا.  

قدرات متطورة 

وتعتبر الميزة الرئيسية التي يحتفظ بها Hwasong-16B على الأجيال الأقدم من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى هي استخدامه لمركبات الوقود الصلب، ما يسمح بتخزينه بالكامل بالوقود وبالتالي إطلاقه بسرعة أكبر بكثير من مركبات الإطلاق المتنقلة والمركبة.  

وتقلل هذه القدرة من التعرض للتدمير على الأرض من قبل الأصول الجوية والصاروخية الغربية والحلفاء في حالة نشوب صراع في شبه الجزيرة الكورية.  

وبالتوازي مع التوسع الكبير المتوقع في شبكة الأقمار الصناعية للمراقبة في كوريا الشمالية، يمكن استخدام Hwasong-16B كأساس لتطوير فئة صواريخ باليستية طويلة المدى مضادة للسفن، والتي يمكن أن تعترض الإمدادات الأميركية عبر غرب المحيط الهادئ، وتشكل تهديدًا خطيرًا غير متماثل للسفن الحربية الأميركية وحلفائها.

وأجرت كوريا الشمالية أول اختبار لها على الإطلاق لصاروخ باليستي متوسط ​​المدى يعمل بالوقود الصلب باستخدام مركبة انزلاقية فرط صوتية في 14 يناير الماضي، بالرغم من أنه يُعتقد أن التصميم كان بمثابة فجوة مؤقتة للوصول إلى المستوى التكنولوجي لصاروخ Hwasong-16B.  

وتأتي تلك الخطوة بعد تقارير، صدرت في نوفمبر، تفيد بأن محركات المرحلتين الأولى والثانية لصاروخ باليستي متوسط ​​المدى يعمل بالوقود الصلب قد  بدأت بالفعل اختبارات أرضية  في كوريا الشمالية.  

وجرى الإبلاغ عن اختبار أرضي لمحركات تعمل بالوقود الصلب لصاروخ متوسط ​​المدى قرط صوتي في 20 مارس، قبل 13 يوماً فقط من الإطلاق الأخير. 

وبدأت كوريا الشمالية في إطلاق صواريخ باليستية تكتيكية قصيرة المدى تعمل بالوقود الصلب في العقد الأول من القرن الـ21.

وفي فبراير 2018، كشفت كوريا الشمالية النقاب عن أول جيل جديد من الصواريخ المزودة بمثل هذه المحركات، والتي تم تحديدها لاحقاً باسم KN-23 في الغرب.  

وأعقب ذلك  التطوير الناجح  لصاروخ Hwasong-18 كأول صاروخ باليستي استراتيجي يعمل بالوقود الصلب في البلاد، والذي تم اختباره بنجاح في 13 أبريل و12 يوليو و19 ديسمبر 2023.  

وتعد صواريخ "Guam Killer" متوسطة المدى هي الفئة الرئيسية الأخيرة من الصواريخ الباليستية في ترسانة كوريا الشمالية. 

ويتوقع أن يتبع تطوير Hwasong-16B جهود متجددة لتطوير مركبة انزلاقية فرط صوتية قادرة على القتال عبر القارات، مقارنة بنظام Avangard الروسي الذي دخل الخدمة في عام 2019.  

ويعتقد أن كوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة بخلاف روسيا والصين، التي تحتوي صواريخها الميدانية على مركبات انزلاقية فرط صوتية، حيث قامت الولايات المتحدة بتسريع عملية التطوير منذ أواخر عام 2010، ولكنها واجهت انتكاسات بسبب العديد من الاختبارات الفاشلة.  

تصنيفات

قصص قد تهمك