"المعركة المتكاملة".. جهود أميركية لتبادل المعلومات بين الغواصات والمسيرات

time reading iconدقائق القراءة - 7
الغواصة "يو.إس.إس" اصطدمت بجسم في 2 أكتوبر أثناء عملها في المياه الدولية بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. - U.S. Pacific Fleet
الغواصة "يو.إس.إس" اصطدمت بجسم في 2 أكتوبر أثناء عملها في المياه الدولية بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. - U.S. Pacific Fleet
دبي -الشرق

تعتمد عمليات الغواصة الهجومية التابعة للبحرية الأميركية من طراز Virginia-class، على التربص بهدوء في المياه الساحلية عالية المخاطر، ومناطق الجزر، بحثاً عن التهديدات السطحية، مع الحفاظ على بصمة هادئة غير قابلة للاكتشاف، وفق موقع "Warrior maven".

ويمكن للغواصات الأميركية التسلل إلى مواقع لا تستطيع السفن السطحية إجراء استطلاع وعمليات مكافحة الألغام فيها.

وتجري الغواصة الهجومية الأميركية عمليات خاصة، ومهام إنقاذ، وتطلق أصول مسيّرة من أنابيب الصواريخ للعثور على سفن حربية معادية، بالإضافة إلى البحث عن الألغام وتدميرها، واستخدام صوتيات عالية الدقة لتحديد موقع الغواصات والسفن الحربية المعادية واستهدافها. 

المواصفات والقدرات

وتستطيع الغواصات الهجومية التواصل مع المنصات السطحية والجوية عندما تطفو، إلا أن إمكانياتها محدودة للحفاظ على الاتصال في الوقت الحقيقي مع الأصول السطحية والجوية عندما تغمرها المياه.

ويواجه معدّل تبادل البيانات تحديات عدة، فضلاً عن عدم انتقال إشارات الترددات اللاسلكية بشكل جيد عبر المياه، ما جعل البحرية الأميركية تسعى إلى استكشاف طرق جديدة لتمكين الاتصال في الوقت الحقيقي تقريباً بين الغواصات، والطائرات بدون طيار، والسفن الحربية، وحتى مراكز القيادة والسيطرة البرية.

وظهرت جهود لربط المنصات والأصول الموجودة تحت سطح البحر ببعضها بشكل أفضل، بحيث تتمكن أصول صغيرة مسيّرة يتم إطلاقها تحت سطح البحر من أنبوب صاروخي لإرسال بيانات التهديد أثناء المهمة، بدلاً من انتظار العودة إلى تحميل تلك البيانات.

وثمة جهود قائمة بالفعل ومتنامية، مثل Barracuda من شركة Raytheon المتخصصة في الأنظمة الدفاعية، التي تستهدف التمكن من نقل البيانات لاسلكياً تحت سطح البحر، خاصة مع وجود الأصول المسيّرة للبحث عن الألغام وتدميرها.

قتال متعدد المجالات

ويقول موقع Warrior maven، إنه ليس مستبعداً أن تُرْبَط غواصة خلال مهمة تحت سطح الماء، بطائرة مسيّرة في الوقت الحقيقي، وهي خطوة تتماشى بشكل وثيق مع مبادرة "Project Overmatch" سريعة التطور التابعة للبحرية الأميركية. 

ويسعى المشروع إلى الوصول لهيمنة معلوماتية متعددة المجالات، ومستويات اختراق للوعي الظرفي، من خلال الشبكات الآمنة، والواجهات، والبوابات، ومجموعة من تقنيات اتصالات طبقة النقل.

وتحقق البحرية الأميركية مستويات "مذهلة" من الاتصال، إذ تسعى للتحرك نحو هدفها طويل الأمد المتمثل في توسيع دائرة الاتصال عبر جميع المجالات، ليشمل الفضاء وتحت سطح البحر. 

ويعتبر دمج الأصول تحت سطح البحر في هذه المعادلة أمراً "معقداً"، لأنه يتطلب أنواعاً مختلفة من تقنيات طبقة النقل، والواجهات، وإدارة المعلومات، إلّا أن الأمر "يسجل تقدماً".

وتتمثل الفكرة في التمكن من الاستطلاع والاستهداف ونقل المعلومات ومعالجتها بشكل آمن وسلس، وفي الوقت الحقيقي بين الغواصات تحت سطح البحر، والأقمار الصناعية، والسفن السطحية، والغواصات المسيّرة.

ويشير موقع Warrior maven إلى أنه للمنافسة والفوز في معركة متعددة المجالات، يجب على الولايات المتحدة دمج وظائف ساحة المعركة بشكل أفضل، ما يعني استمرار التكامل بين سطح البحر، وتحت الماء، وفي الفضاء.

ويمكن للأصول المسيّرة استخدام أجهزة استشعار عالية الدقة، طويلة المدى ومتوسطة الارتفاع، للكشف عن سفينة سطحية، أو هدف أرضي لا يمكن اكتشافه بواسطة غواصة مغمورة، وإرسال إشارة ارتباط بيانات التردد اللاسلكي، إلى نظام بوابة على السطح، والذي يستخدم بعد ذلك الحوسبة المتقدمة، وواجهات لدمج وتحليل البيانات من إشارة التردد اللاسلكي، بحيث يمكن إرسالها من خلال التوقيع الصوتي. 

وتتقدم تقنيات الحوسبة و"البوابة" بسرعة، لذا يتم العمل على تمكين تبادل البيانات متعددة المجالات "في الوقت الحقيقي"، حتى تتمكن الغواصة من العثور على أهداف لا يمكن اكتشافها وتدميرها. 

ويعمل العديد من شركاء صناعة البحرية الأميركية، مثل شركة Elbit-America الفرعية التي تسمى Sparton، على برامج وواجهات تتعلق بتلك الأنواع من الاتصالات.

"معركة متكاملة"

وأحرزت البحرية الأميركية، لسنوات عديدة، تقدماً سريعاً في جهودها لتوحيد الجو والسطح وتحت البحر والفضاء في صورة معركة متكاملة، لتقديم مجموعة من متغيرات القيادة والسيطرة وضمان المعلومات. 

وقد ترغب الغواصة الهجومية في إرسال أو استقبال بيانات استهداف حساسة للوقت من الجو أو السطح، ومع ذلك لا يمكنها التخلي عن موقعها، أو التنازل عنه. وسيؤدي وصول مستويات الاختراق في الشبكات إلى تقييم مطوري الأسلحة البحرية والاستراتيجيين التكتيكات الجديدة، أو تشكيلات المناورة، أو مفاهيم العمليات.

ويقول موقع Warrior maven، إن تبادل المعلومات تحت سطح البحر من المرجح أن يحتاج إلى توسيع نطاقه، وتكوينه بعناية لضمان عدم تعرض الموقع، أو عناصر المهمة للخطر. 

وتتميز الأصول تحت سطح البحر بالقدرة على البقاء غير مكتشفة، وفي كثير من الأحيان "سرية"، ما يجعل من الضروري إدارة الاتصالات بطريقة تنظم نقل البيانات وقياسها وتحسينها، وتحقق التوازن المطلوب بين الاتصال والأمن.

ويتطلب تحقيق توازن معلومات القيادة والسيطرة، اتباع طريقة تحافظ على تفوق الولايات المتحدة تحت سطح البحر مع التأكيد على الأمن التشغيلي.

الملاحة في أعماق المحيطات

عقدت شركة BAE Systems شراكة، مع وكالة أبحاث المشاريع الدفاعية المتقدمة الأميركية DARPA منذ عدة سنوات، لتطوير تقنية شبكات تحت البحر "تشبه نظام تحديد المواقع العالمي". 

وتم تطوير هذه التقنية منذ عام 2018 بواسطة DARPA وBAE Systems، وتُسمى نظام تحديد المواقع للملاحة في أعماق المحيطات بوسيدون - POSYDON، الذي يوفر خدمة قوية ومنتشرة في كل مكان عبر المحيطات. 

وقال مدير برنامج مكتب التكنولوجيا الاستراتيجية التابع لـDARPA، لين هاس، إن نظام POSYDON يوفر قدرة تشبه نظام تحديد المواقع العالمي GPS للمستخدمين تحت الماء. 

وأضاف أنه بالنسبة لنظام تحديد المواقع العالمي GPS، تكون سرعة الضوء ثابتة، وهذا ليس هو الحال بالنسبة لسرعة الصوت تحت الماء، فالإشارات وظيفة لأشياء كثيرة، في المقام الأول درجة الحرارة، والملوحة، لافتاً إلى أنه تم تطوير نماذج تراعي كل هذه الإشارات الصوتية تحت الماء. 

وظهر نظام POSYDON منذ سنوات مضت، ولكن ظهرت القليل من المعلومات بشأن كيفية تقدمه.

تصنيفات

قصص قد تهمك