الإبادة الجماعية تعيد إحياء فن "إيميجونجو" في رواندا

time reading iconدقائق القراءة - 4
ناجون من الإبادة الجماعية يطلون قطعاً من فن إيميجونجو التقليدي على ألواح خشبية في كيريهي برواندا. 4 أبريل 2024 - AFP
ناجون من الإبادة الجماعية يطلون قطعاً من فن إيميجونجو التقليدي على ألواح خشبية في كيريهي برواندا. 4 أبريل 2024 - AFP
كيريهي-أ ف ب

شهد تقليد "إيميجونجو"، وهو شكل من أشكال الفنون الخاصة بـ"شعب توتسي" يعود إلى 200 عام ويُستخدم فيه روث البقر، انتعاشاً في رواندا بعد 3 عقود على الإبادة الجماعية في البلاد، ليصبح رمزاً للثقافة والاتحاد.

ويُعتقد على نطاق واسع أن "إيميجونجو"، المعروف بأنماطه البارزة بالأبيض والأسود، ابتكره أمير من إثنية "توتسي" في القرن التاسع عشر.

وخلط الأمير كاكيرا روث البقر والرماد، وصنع مادة استخدمها لرسم نقوش ثلاثية الأبعاد على جدران قصره في مملكة جيساكا شرق رواندا.

"عمود فقري"

وسُمي هذا التقليد "إيميجونجو"، وهي كلمة من لغة كينيارواندا تعني "عمود فقري"، بسبب الخطوط المستقيمة المعتمدة فيه، وبات شائعاً بين الأسر الريفية حيث تستخدم النساء الروث والأصباغ الطبيعية المصنوعة من التربة والطين وعصارة الصبار لتزيين منازلهن.

وقالت مؤسِسة تعاونية "كاكيرا إيميجونجو كووبيريتيف"، في منطقة كيريهي الشرقية باسيريس أواماريا، إنها بدأت بممارسة هذا الفن عندما كانت في سن الـ15.

ولكن الإبادة الجماعية التي استهدفت أقلية "توتسي" في عام 1994 كادت أن تقضي على هذا التقليد، مع سقوط كل أعضاء تعاونية "أواماريا" الـ15 تقريباً في "المذبحة" التي أودت بحياة نحو 800 ألف شخص في مختلف أنحاء رواندا. كما لقي زوجها وعدد كبير من أقاربها حتفهم، فباتت تعتمد على نفسها وابنيها.

وقالت المرأة البالغة 53 عاماً: "عشتُ في ظلام وصمت"، مستذكرة الوحدة التي دفعتها إلى إحياء التعاونية عام 1996 ودعوة الناجين الآخرين من الإبادة الجماعية للانضمام إليها. ومنذ ذلك الوقت، بدأت إعادة إحياء تقليد "إيميجونجو".

"سوق متنوعة"

والأنماط التقليدية حاضرة بجانب تصميمات حديثة تتميز بألوان مختلفة. ويتم استبدال الأصباغ الطبيعية بالدهانات التجارية.

وباتت رسوم "إيميجونجو" موجودة في الاستوديوهات الراقية ومحلات الملابس، وتُستخدم في تزيين الملابس والقطع الأثرية الخشبية، مع سوق يضم أجانب وروانديين.

ويقول مدير استوديو "عزيزي لايف"، في العاصمة كيجالي ثيونيستي نيزييمانا، إن هذا التقليد كان مقتصراً إلى حد كبير على شرق رواندا.

وأضاف: "لكن بعد أن دمرت الإبادة الجماعية كل شيء.. بدأ الناس يفكرون في كيفية إعادة ثقافتهم إلى الحياة. ويحظى فن إيميجونجو حالياً بتقدير جميع الروانديين، وليس فقط من ينتمون إلى مجموعة توتسي".

وتابع أن "إيميجونجو تقليد يجمع الناس"، لافتاً إلى أن متجره يُقدّم دروساً في الرسم لمَن تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و75 عاماً.

وأشار إلى الفوائد التجارية للإيميجونجو، إذ تساعد الأنماط التي يشتهر بها هذا الفن في بيع التصميمات "المصنوعة في رواندا" حول العالم.

تصنيفات

قصص قد تهمك